اكتشف الاطباء في مستشفى "رويال فري" بلندن اخيراً مرضاً جديداً يصيب الاطفال ويتظاهر بالتهاب في الامعاء مع مشاكل تنفسية تشمل اضطرابات في السلوك مع ميل للعزلة. وفي تقرير نشرته مجلة "لانست" الطبية قال الاطباء ان معظم هذه الحالات تبدأ اعراضها بعد اعطاء لقاح ال MMR الذي يتضمن الحصبة والنكاف والحصبة الالمانية، مشيرين بذلك الى احتمال وجود علاقة بين هذه الاعراض واللقاح المستعمل. وجاءت هذه الملاحظات بعد دراسة على 12 طفلاً بلغ متوسط أعمارهم ست سنوات. وحسب اقوال اهاليهم كانوا ذوي تطور طبيعي، ومن ثم بدأوا يفقدون بعض مهاراتهم مثل المفردات اللغوية. وبدراسة دقيقة للوضع الصحي لهؤلاء الاطفال، تبين انهم مصابون بأمراض معوية، بالاضافة الى ان تسعة منهم كانت لديهم حالة من الوحدة والعزلة، وفي حالة طفل واحدة كانت عبارة عن بعد عن الواقع وانفصال عنه، الا ان السبب الاكثر احتمالاً لدى طفلين كان اصابة فيروسية. والذي وجه الى امكان وجود علاقة بين هذه الاعراض واللقاح هو افادة الاهل الذين لاحظوا هذه المشاكل عند اطفالهم مباشرة بعد تلقيهم لقاح MMR. تلى ذلك تحريات واسعة شملت 40 مريضاً وجد لدى 39 منهم اعراض مماثلة. وكانت نتائج هذه الدراسات مفاجئة للفريق الطبي المشرف الذي قال في مؤتمر طبي عقد في المستشفى ذاته ان الاصابة المعوية كانت عبارة عن توسع في الامعاء الدقيقة وبشكل لم يشاهد من قبل، فيما كانت الاضطرابات النفسانية هي ذاتها المشاهدة في حالات اخرى. هذه الابحاث على رغم عدم اثباتها وجود علاقة اكيدة بين هذا اللقاح والاعراض الحاصلة بعد اعطائه، دفعت الى المزيد من الدراسات من الناحية الفيروسية من جهة، ومن ناحية مقارنة هذا اللقاح مع لقاحات تعطى بشكل منفصل وتشمل اطفالاً مختارين. وفي هذه الاثناء دعا البروفسور Arie Zuckerman رئيس المدرسة الطبية في مستشفى "رويال فري" الى توخي الحذر عند ترجمة نتائج هذه الدراسة من خلال تذكيره بأن حوالى 250 مليون جرعة من هذا اللقاح اعطيت في اوروبا الغربية من دون ظهور اية اعراض تذكر. وحول النقطة، ذاتها حملت مجلة "لانسيت" الطبية في افتتاحيتها جملة انتقادات على ابحاث المستشفى المذكور، من جملتها عدم وجود او اكتشاف اي فيروس من هذا اللقاح في الامعاء، اضافة الى ملاحظة مهمة جاءت من مركز مراقبة الامراض ومنع انتشارها CDC وهي ان حوالى 600 ألف طفل يأخذون اللقاح كل سنة في بريطانيا في عمر السنتين. ومن المعروف ان علامات الوحدة تبدأ بالظهور في هذا العمر، وهي معروفة بشكل جيد حتى قبل استعمال هذا اللقاح. علاوة على ذلك، جاء موقف الاطباء الاميركيين محذراً من تفسير نتائج هذه الدراسة بشكل منعزل ودعا الى اعتبارها ظاهرة مصاحبة للقاح بشكل عادي. وناشد الاهل في تحصين اطفالهم عن طريق هذا اللقاح، لانه لا يوجد في هذه الدراسة ما يمنع ذلك، ولان الكثير من المعاناة سوف تظهر في حال التوقف عن اعطائه.