حقق باحثون بريطانيون دراسة تناولت 498 طفلاً مصاباً بمرض التوحد "Autism" ولدوا بعد سنة 1978، وعلاقة هذا المرض باللقاح الثلاثي. ومن مقارنة زمن بدء المرض مع زمن اللقاح، وبالاعتماد على المعلومات المتوافرة في ملفات الاطفال الطبية، امكنهم القول ان لا علاقة للقاح الثلاثي بهذا المرض او بأمراض الأمعاء الالتهابية وهي العلاقة السببية التي توصلت اليها دراسة سابقة. ويعود سبب ازدياد اهتمام الناس في بريطانيا بالموضوع ورفض بعضهم تلقيح اطفالهم، الى احصاءات اشارت الى تزايد حالات هذا المرض بعد ادخال اللقاح الثلاثي سنة 1988. غير ان الاطباء المسؤولين عن الدراسة تحدثوا عن إمكان ان يعود هذا الارتفاع الى زيادة حالات هذا المرض من جهة، والى توفر وسائل التشخيص العالية الدقة من جهة اخرى. يصيب مرض التوحد النساء اكثر من الرجال بنسبة 4 الى 1. اسبابه غير معروفة وان كان للعامل الوراثي بعض الدور. اما اعراضه الأساسية فهي عبارة عن طفل يميل للعزلة ولا يستجيب للمنبهات والمحرضات المختلفة، ويتجنب النظر مباشرة الى عيني الشخص امامه. وتتطور الاعراض مع التقدم في السن وتتجلى في صعوبات في تعلم اللغة ونقص في الملكات العقلية. ويلاحظ عند المصاب ميل لتكرار بعض الحركات المعينة مثل هز اليدين امام العينين. يحب الطفل المصاب العزلة وعدم تغيير محيطه. علماً ان نشاطه يكون زائداً في معظم الحالات. وفي النهاية، يصبح 75 في المئة من المصابين تحت المستوى الطبيعي ثقافياً، رغم ان 50 في المئة منهم يستطيعون الكلام نوعاً ما. ويعاني 25 في المئة منهم من نوبات صرعية. لذلك يحتاج هؤلاء الاطفال الى مدارس خاصة وعناية خاصة منذ الطفولة الباكرة. من جهة اخرى، يعطى اللقاح الثلاثي للوقاية من امراض الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، بين عمر 12 و18 شهراً. ورغم ان هذه الدراسة تبدو مقنعة، الا ان الكثير من البريطانيين يرفضون تلقيح اطفالهم، نظراً لايمانهم بأن خطر الاصابات الفيروسية هذه، اقل من خطر ومضاعفات مرض التوحد.