قالت مصادر مطلعة ل "الحياة" في الجزائر امس، ان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة طلب "مهلة للتفكير" ولدراسة اقتراحات الملك محمد السادس المتعلقة بتسوية قضية الصحراء الغربية والتي عرضها امامه موفدا الملك وزير خارجيته السيد محمد بن عيسى ومدير ديوانه السيد محمد رشدي شرابيي. ويرجح أن يزور موفد الأمين العام للامم المتحدة المكلف ملف الصحراء الغربية جيمس بيكر الجزائر والمغرب قريباً للاطلاع على مواقف البلدين التي ستعرض امام مجلس الأمن قبل نهاية الشهر الجاري، والتي سيناقش خلالها مستقبل مهمة البعثة الدولية في المنطقة "المينورسو" التي تتولى منذ العام 1991 ضمان وقف إطلاق النار في المناطق الفاصلة بين الاراضي الجزائرية والمغربية حيث تنتشر قوات عسكرية من البلدين. واكتفى بن عيسى بالتأكيد عقب اللقاء أنه سلم بوتفليقة رسالة خطية من العاهل المغربي وعرض "قضايا التعاون الثنائي والأوضاع في المنطقة". وأفاد مصدر جزائري مطلع ل "الحياة" أن الرئاسة طلبت من المغرب "مهلة للتفكير" قبل الرد على اقتراحات القصر الملكي "إعطاء صلاحيات واسعة للقيادة الصحراوية في إدارة الأقاليم التابعة لها شرط الخضوع إلى سيادة سلطة القصر الملكي مباشرة من دون غيره من مؤسسات الحكم في المغرب". ورفضت مصادر عدة حكومية وصحراوية في الجزائر، التعليق على الزيارة. ويعتقد أن من شأن الاقتراحات المغربية تسهيل مسار تطبيع العلاقات الثنائية الذي بدأه وزيرا داخلية البلدين، واستمراره وفق قواعد جديدة تضمن إمكان التوصل إلى تطبيع كامل في العلاقات، علما أن المغرب يشترط معالجة قضية الصحراء كجزء من أقاليمه الخاضعة لسيادته قبل أي تطبيع كامل للعلاقات الثنائية مع الجزائر. ولاحظت أوساط جزائرية في حرص الرئيس بوتفليقة على توسيع الحضور في اللقاء مع بن عيسى وشرابيي، فضم اليه رئيس الحكومة السيد علي بن فليس وسفير الجزائر لدى المغرب السيد بوعلام بسايح وزير خارجية سابق.