صرحت مصادر رسمية في الرباط ل "الحياة" ان القمة المحتملة بين العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في القاهرة الشهر المقبل لن يكون لها جدول اعمال محدد. وعزت ذلك الى نوعية الملفات الثنائية والاقليمية بين البلدين، اضافة الى الرغبة التي ابدياها لوسطاء عرب واجانب في شأن إمكان درس كل الملفات العالقة بينهما، وفي مقدمها قضية الصحراء الغربية وامكان إعادة فتح الحدود البرية المغلقة منذ ما يزيد على خمس سنوات، اضافة الى تحريك المساعي التي كانت بُذلت العام الماضي لتسريع عقد المغاربية المؤجلة منذ سنوات. وفي هذا الإطار، نفت المصادر الرسمية حصول أي مفاوضات مباشرة بين المغرب والجزائر في الفترة الاخيرة في شأن القضايا العالقة. وقالت ان الاتصالات التي جرت في الفترة الماضية في الجزائر وفي الرباط بين مسؤولين من البلدين عرضت التعاون القطاعي في قضايا عدة. واوضحت ان المسؤولين في الجزائر ابدوا اهتماما موازياً لرغبة الرباط في تحسين العلاقات الثنائية. ورأت في الموقف الذي التزمته السلطات الجزائرية حيال عدم الاصرار على مشاركة جبهة "بوليساريو" في اعمال القمة الافرو - اوروبية في القاهرة، في نيسان ابريل المقبل، مؤشراً الى إمكان تجاوز العقبات التي كانت تحول دون المضي قدماً في خطوات التطبيع. وقالت ان المعلومات التي تسربت عن اجتماعات بين مسؤولين جزائريين وقيادة "بوليساريو" ركزت على التحريك الاعلامي للملف من دون الذهاب بعيداً في المساندة المطلقة للجبهة الصحراوية. لكن مصادر غربية قالت ان عسكريين جزائريين متشددين دعوا أخيراً الى مساندة "بوليساريو". وتردد، في هذا الإطار، ان دبابات حديثة لم تقطع أكثر من 500 كلم، سُلّمت الى الجبهة. لكن العواصم الاوروبية المعنية بتطورات الاوضاع في شمال افريقيا ابدت مزيداً من الحرص على تحسين العلاقات بين المغرب والجزائر في انتظار بلورة تصور جديد لحل نزاع الصحراء، وفق الاقتراحات التي سيعرضها الوسيط الدولي جيمس بيكر على الاطراف المعنية في اجتماعات تبدأ في ايار مايو المقبل، في ضوء نتائج القمة الافرو - اوروبية. وسألت "الحياة" مسؤولين في بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية "المينورسو" عن طبيعة الاقتراحات الخاصة بتحريك عملية حل أزمة الصحراء، فأجابوا بأنها "قد تسير في اتجاه لا غالب ولا مغلوب". وقال أحد مسؤولي الاممالمتحدة ان المعطيات الراهنة في شأن ظروف اجراء الاستفتاء غير مشجعة، كونها قد ترجح كفة طرف على الاخر "الأمر الذي يعني ان تداعيات الملف لن تحسم بالضرورة عبر الاستفتاء". ويسود اعتقاد داخل "المينورسو" بان المعطيات السابقة التي كانت تتحكم في ادارة الملف شملها تغيير ملحوظ، اقله عدم التسرع في استباق الاحداث. لكن مسؤولين في البعثة الدولية رفضوا تقديم تأكيد او نفي لمعلومات ترددت عن اجتماعات سرية في هذا النطاق. وقالوا: "كل شيء رهن مساعي الامين العام للامم المتحدة كوفي انان". الى ذلك، اعاد مسؤول مغربي الى الاذهان تصريحات نُسبت الى الرئيس الاميركي بيل كلينتون ومفادها ان واشنطن لن تدعم الحركات الانفصالية على حساب وحدة الدول. وفسر ذلك بالقول ان الاحداث التي برزت إثر انهيار دول عدة ابانت صعوبة احتواء مثل هذه الظواهر. وربط بين التصور الاميركي لحل نزاع الصحراء الغربية والاتجاه لتنفيذ خطة للشراكة مع كل من المغرب والجزائر وتونس، كونها تتطلب انفراجاً سياسياً لابد ان يمر عبر احتواء تداعيات النزاع الصحراوي.