طوكيو رويترز، أ ف ب طوت زعيمة "الجيش الأحمر الياباني" فوزاكو شيغينوبو ومؤسِسته، نحو ثلاثين سنة من الكفاح المسلح والفرار متنقلة بين اليابان وأوروبا ودول عربية، خصوصاً لبنان. وأعلنت في رسالة وجهتها أمس الى انصارها من سجنها في طوكيو، حل الجيش واللجوء الى "الكفاح السلمي". وقالت لمئة من أنصارها تجمعوا في طوكيو: "بما اننا أطلقنا جهودنا لتغيير العالم بدءاً باليابان، نريد ان نرد على هذا التحدي بطريقة مختلفة، وقررنا حل الجيش الأحمر الياباني". وأوقفت شيغينوبو 55 سنة في تشرين الثاني نوفمبر الماضي قرب أوساكا، غرب اليابان، حيث كانت تقيم تحت اسم مستعار، مما فاجأ مراقبين كانوا يعتقدون أنها مقيمة في بيروت. وترددت أنباء عن اعتقالها اثر معلومات أدلى بها أربعة من أعضاء "الجيش" أبعدتهم السلطات اللبنانية في آذار مارس 2000 إلى الأردن، ثم سلموا إلى اليابان. وجاء في رسالة مؤسِسة "الجيش الأحمر": "كان كفاحنا خاطئاً وغير كاف لأنه فشل في احتلال مكانته في تاريخ المجتمع الياباني". وأكدت ان "شكلاً آخر من الكفاح سيطلق من اليابان" وسيكون "حديثاً وشرعياً ومنفتحاً يستند الى الأممية". وتولت شيغينوبو الطالبة الراديكالية السابقة إقامة اتصالات مع "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" بعد اقامتها في لبنان عام 1971. ويشتبه في انها نظمت عام 1972 هجوماً بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية في مطار تل أبيب أوقع 24 قتيلاً و76 جريحاً. وما زال ستة من أعضاء الجيش الأحمر فارين، وبينهم كوزو أوكاموتو 53 سنة، الذي بقي حياً بعد عملية مطار تل أبيب، ومنح حق اللجوء السياسي في لبنان حيث اعتقل عام 1997 مع أربعة آخرين. واتهمت شيغينوبو ايضاً بتدبير عملية احتجاز السفير الفرنسي في لاهاي في ايلول سبتمبر 1974. ونفذ "الجيش الأحمر الياباني" سلسلة عمليات استهدفت خطف طائرات واعتداءات على سفارات بعدما اعاد تنظيم صفوفه في الخارج عام 1971. وقدرت عناصره في الشرق الأوسط بنحو 40 مقاتلاً قبل ان يقرر اعتباراً من 1993 الانسحاب من قاعدته التقليدية في سهل البقاع اللبناني. واعتقل اربعة من اعضائه في الفيليبين ورومانيا والبيرو والنيبال. وأسس "الجيش الأحمر الياباني" عام 1969 مع 400 عضو ينتمون أساساً الى حركة اليسار الجديد على نسق الحركات الطالبية التي هزت الجامعات في اليابان آنذاك. وتم تفكيك الحركة تقريباً مع اعتقال 53 من أنصارها فوجئوا اثناء تدريبات عسكرية سرية قرب جبل فوجي غير البعيد عن طوكيو. وفي 31 آذار مارس 1970، خطف تسعة من أنصار "الجيش الأحمر" مسلحون بسيوف طائرة "بوينغ" تابعة لشركة الخطوط الجوية اليابانية كانت تقل 131 راكباً و7 من افراد الطاقم الى بيونغيانغ. وتوفي ثلاثة من التسعة، واعتقل اثنان عندما كانوا يحاولون مغادرة كوريا الشمالية.