طوكيو، بيروت - "الحياة"، أ ف ب، أ ب - بعد مطاردة استمرت 26 عاماً اُلقي القبض قرب مدينة اوساكا وسط اليابان امس على فوساكو شيجنوبو زعيمة "الجيش الاحمر الياباني" التي انشأت هذا الفصيل في لبنان عام 1971. وجاء اعتقالها داخل اليابان مفاجئاً، إذ ساد الاعتقاد بأنها موجودة في لبنان. وفي بيروت، سألت "الحياة" مصدراً قضائياً رفيع المستوى كان اشرف على التحقيقات التي اُجريت مع اعضاء في "الجيش الاحمر الياباني" الذين يقضون احكاماً في بيروت ما يعرفه عن شيجنوبو، فرفض الكشف عما اذا كانت تلك التحقيقات أتت على ذكرها. واكتفى بالقول ان "التحقيقات سرية ولا نستطيع قول شيء"، مشيراً الى ان "أي جهة لم تتصل حتى الآن بالقضاء اللبناني بهذا الخصوص". واعلنت الشرطة اليابانية ان شيجنوبو، التي كانت رمزاً لليسار المتطرف في اليابان، اوقفت صباح امس بينما كانت تغادر فندقاً قرب اوساكا حيث كانت تعيش باسم مستعار منذ شهور عدة. وهي متهمة بالمشاركة في تدبير الهجوم الذي اوقع 26 قتيلاً في مطار اللد - تل ابيب في 1972، واعتبر الاكبر الذي يرتكبه "الجيش الاحمر"، المنظمة التي تأسست في 1969 في خضم الاضطرابات الطلابية في اليابان، وعلقت نشاطاتها منذ الثمانينات. وكان اقام علاقة مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وتم ترحيل شيجنوبو امس الى طوكيو لاستجوابها. وعند وصولها الى العاصمة اليابانية على متن القطار السريع رفعت يديها المقيدتين واعلنت بنبرة تحدٍ امام المراسلين "سأواصل الكفاح!". وامتدح رئىس الوزراء الياباني يوشيرو موري الشرطة "لاعتقال زعيمة الجيش الاحمر، الذي نفذ عمليات ارهابية وانشطة مسلحة منذ الستينات". واكد مسؤول في الشرطة ان شيجنوبو 55 عاماً "شاركت في 13 ايلول سبتمبر 1974 في الهجوم وفي احتلال السفارة الفرنسية في لاهاي حيث احتجز احد عشر شخصاً رهائن في عدادهم السفير نفسه". وبعد الهجوم على السفارة فرت شيجنوبو الى الخارج ونجت بذلك من عمليات المطاردة. وقال المسؤول "تلقينا اخيراً معلومات عن شخص يتمتع بمواصفات شبيهة بالصورة التقريبية"، ما ساعد على القاء القبض عليها. وكان لبنان أبعد اربعة يابانيين من اصل خمسة من اعضاء "الجيش الاحمر" الى اليابان في اذار مارس الماضي، ومنح الخامس كوزو اوكاموتو حق اللجوء السياسي لمساهمته في المقاومة ضد اسرائيل. ويحاكم احد العناصر الاربعة، ويدعى هارو واكو 52 عاماً، منذ 21 ايلول سبتمبر امام احدى محاكم طوكيو بتهمة المشاركة في الهجوم على سفارة فرنسا في لاهاي وفي الهجوم على السفارة الاميركية في كوالالمبور في 4 آب اغسطس 1975. وتطالب اليابان ايضاً كوريا الشمالية بتسليم اربعة من العناصر السابقين في الجيش الاحمر متهمين بالمشاركة في عملية خطف طائرة تابعة للخطوط الجوية اليابانية في 31 آذار مارس 1970 الى بيونغ يانغ. وخرج "الجيش الاحمر" من عباءة الحركة المناهضة لحرب فييتنام في الستينات ودعا الى تدمير الرأسمالية. وقاتل اعضاؤه ضد الوجود العسكري الاميركي في اليابان، وفي مطلع السبيعنات امتدت عملياته الى الخارج.