تعود الاثارة مجدداً الى الملاعب السعودية بعد ان انتقلت قبل اسبوع الى الملاعب السورية وتحديداً في بطولة النخبة العربية، وتتحدد على ارضية ملعب الملك فهد في الرياض مساء اليوم هوية المتأهل الثاني لنهائي كأس ولي العهد السعودي لكرة القدم عندما يلتقي الهلال والاتحاد في دور نصف النهائي. ومباراة الليلة لا تقبل بأنصاف الحلول، ولا تقبل القسمة على اثنين مطلقاً اذ لا بد من فائز، ويأمل الهلال بالتأهل للمرة الثالثة على التوالي. وبين الفريقين حسابات قديمة وجديدة، ويتقدم الهلال على الاتحاد بفوزين مقابل واحد في ثلاثة لقاءات جمعتهم هذا الموسم. وكان الهلال قد فاز ذهاباً في كأس دوري خادم الحرمين الشريفين 1-صفر ، ثم قلب تأخره بهدف الى فوز بهدفين في لقاء الفريقين في اياب المسابقة ذاتها، لكن الاتحاد فاز في التصفيات الآسيوية 2-صفر. كما ان الهلال نجح العام الماضي في اخراج الاتحاد من الدور نصف النهائي بفوزه عليه 3-2. ويدخل الهلاليون المباراة وروحهم المعنوية مرتفعة للغاية بعد ان فازوا اخيراً بكأس النخبة العربية، لكن انصار "الازرق" يخشون ان يؤثر ذلك سلباً على اداء اللاعبين داخل الملعب. وطيلة الاسبوع الجاري دعا الكثير من الهلاليين فريقهم بعدم التأثر بالفوز الاخير، وحذروا اللاعبين من ان يكون ذلك الفوز عاملاً "مخدراً" لهم في الملعب، كما ان الهلاليين ابدوا تخوفهم تجاه استعدادات فريقهم التي لم تكن بالصورة المطلوبة لغيابهم عن الرياض ثلاثة ايام بعد عودتهم من سورية الامر الذي جعل اللاعبين بعيدين عن التدريبات،على عكس الاتحاد الذي حرص مسؤولوه على اخراج اللاعبين من آثار خسارتهم من جارهم الاهلي 1-3. وبادل مدرب الهلال، الفرنسي صفوت يوزتيش انصار فريقه المخاوف ذاتها "اخشى ان يؤثر فوزنا بكأس النخبة على اللاعبين، وان يركنوا الى الدلع داخل الملعب. كما انني اخاف كثيراً من الارهاق الذي حل باللاعبين، فهم لم يعرفوا طعم الراحة طوال 8 اشهر متتالية، على رغم انني لم اشرك التشكيلة الاساسية امام سدوس في المباراة الاخيرة". ويملك الهلال مجموعة ممتازة من اللاعبين تساعدهم خبرتهم الطويلة على الحسم في اوقات صعبة، ويبرز الحارس محمد الدعيع كثيراً وهو مصدر اطمئنان لفريقه، وامامه الرباعي احمد الدوخي واحمد خليل تركي الصويلح وعبدالله الشريدة ومحمد النزهان، وهذا الرباعي مسؤول عن ملاحقة مهاجمي الاتحاد البرازيلي سيرجيو لأن افراده يعرفونه جيداً الى جانب المهاجم الآخر الحسن اليامي، وفي الوسط يشترك البرازيلي توليو، وهو يشهد حالياً طفرة نوعية في ادائه بعد ان اشركه المدرب في مركزه الاساسي كلاعب وسط مدافع ومعه عمر الغامدي ونواف التمياط ويوسف الثنيان محمد الشلهوب، وفي الهجوم سامي الجابر والبرازيلي روني... وسيحتفظ المدرب الى جانبه بالمهاجم الكولومبي الكاتو. اتحادياً، يعود المدرب البرازيلي خوسيه اوسكار الى الرياض من جديد لكنه هذه المرة سيعود مشرفاً على الاتحاد وليس على الهلال فريقه السابق، وهو واجه صعوبات في ترتيب اوراق فريقه قبل مواجهة الهلال. ويعاني اوسكار من انتقاء تشكيلة مثالية يمكنها الظهور بمستوى جيد امام الخصم القوي الذي بات يملك جهوزية عالية. ويحاول مدرب الاتحاد ان يختار لاعبين مؤثرين في خطوط الفريق الثلاثة بعدما اظهرت المباراة الأخيرة ضد الاهلي ان الاعتماد على اللاعبين اصحاب السمعة من دون النظر الى جهوزيتهم قاد الاتحاد الى اداء مباراة سيئة انتهت بخروجه مهزوماً 1-3. واظهرت تدريبات الفريق الاخيرة ان المدرب لم يتمكن بعد من معالجة خلل توازن خطوط الفريق التي تعاني حال ضعف في اداء لاعبي الوسط لا يوازي قوة لاعبي الدفاع والهجوم، فضلاً عن تفاوت مستوى اللاعبين. ويجد اوسكار ان قدرات مهاجميه البارزة من امثال حمزة ادريس والحسن اليامي ومرزوق العتيبي وسليمان الحديثي والبرازيلي سيرجيو باتت معطلة، لأن الفريق لا يملك لاعبي وسط مؤثرين يمكنهم تسهيل مهمة المهاجمين في احراز الاهداف. وعلى رغم ان المدرب البرازيلي لدية خمسة لاعبين من طينة الهدافين، فإن كثرتهم تجعله في حيرة قبل اختيار التشكيلة، خصوصاً ان مباريات الاتحاد الاخيرة اظهرت تقارباً في مستوى المهاجمين الخمسة. وناقش المدرب في المران الاخير عيوب اللاعبين بعدما تسببت خسارة الفريق امام الاهلي في خلافات واسعة افقدتهم الرغبة في بذل اقصى ما لديهم. وهو حاول اعادة علاقة الود المفقود بين اللاعبين وزميلهم سيرجيو المتوترة منذ مباراة الاهلي التي كادت تشهد عراكاً في غرفة الملابس إثر احتجاج خميس الزهراني والحسن اليامي على تصرفات اللاعب البرازيلي ومحاولة الاخير الاشتباك معهما قبل ان يتدخل المسؤولون عن الفريق لتطويق الخلاف، فضلاً عن جهود بذلها المدرب لانهاء حال القطيعة التي تعانيها علاقة اللاعبين برئيس النادي احمد مسعود عقب توجيه الاخير انتقادات لاذعة لمستوى الفريق وألقى باللائمة على اللاعبين الذين اعتبرهم تسببوا في الخسارة الثقيلة امام الاهلي واتهمهم بعدم الجدية في المباراة. وانضمت الى تدريبات الاتحاد الاخيرة مجموعة اللاعبين الغائبين امثال محمد الخليوي وفهد الخطيب ومحمد الصحفي واسامة المولد، ما يتيح الفرصة للمدرب الاستعانة بعناصر مؤثرة في خط الدفاع لمواجهة القوة الضاربة للهجوم الهلالي بوجود سامي الجابر والبرازيلي روني والكولمبي الكاتو ومساندة لاعبي الوسط اصحاب النزعة الهجومية من امثال نواف التمياط وخالد التيماوي ويوسف الثنيان ومحمد الشلهوب. وينتظر ان يعتمد الاتحاد على حسين الصادق لحراسة المرمى، والخليوي والصحفي وباسم وخريش والمولد للدفاع، ونور وجوميز وابو شقير في الوسط، وسيرجيو ادريس واليامي العتيبي في الهجوم.