تعود اللقاءات الجماهيرية الحاشدة الى الملاعب، حين يستضيف الاتحاد نظيره الهلال في مباراة متقدمة من المرحلة التاسعة ضمن مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم. ويكتسب اللقاء الذي يقام اليوم في ملعب الأمير عبدالله الفيصل في جدة اهمية كبرى، كونه يجمع بين المتصدر الاتحاد ب20 نقطة والوصيف الهلال ب18 نقطة والذي تبقى له مباراة مؤجلة. ويدخل الاتحاد تحدياً آخر بعدما تسلم المدرب البرازيلي جوزيه اوسكار قيادته خلفاً للأرجنتيني اوزفالدو ارديليس. ويسعى اوسكار الى اثبات ان اختياره كان محقاً، وهو يعرف ان نظيره الأرجنتيني غادر و"الزعيم" متصدر، وأن اي انتكاسة ستقلل من اسهمه خصوصاً بعدما اضحى الطبيب النفسي للاتحاديين. وتصادف عودته الميدانية في مواجهة مع احد الفرق التي دربها في السعودية، وحقق معها عدداً من الإنجازات. وهو لا ينسى تلك الأيام التي قضاها مع الهلال. وعمد اوسكار في بداية مشواره الجديد الى "اقفال" الحصص التدريبية في وجه الجماهير والإعلاميين، معللاً تصرفه هذا الى تفريغ اللاعبين للمباراة وعدم اخضاعهم لأي ضغوط نفسية، ولا يعد اوسكار غريباً على الاتحاد ولاعبيه خصوصاً أنه قادهم الى تحقيق ثلاث بطولات في الموسم الماضي. ولن يحدث تغييرات كبيرة في التشكيلة، وسيعتمد بشكل كبير على المجموعة التي ارتكز عليها ارديليس من قبل، كما انه جدد ثقته في مواطنيه سيرجيو وجونيور وجيرسون، وهم سجلوا 17 هدفاً من اهداف الاتحاد، ويمثلون القوة الضاربة في الفريق، فضلاً عن الحارس مبروك زايد والمدافعين الخليوي والمولد وإليامي والمنتشري. ويبقى السؤال من سيشغل مركز الظهير الأيمن؟ فعليه الاختيار بين الدغريري والشمراني وشاص والأخيرين من لاعبي الوسط اساساً. وفي خط المناورة والربط سيعتمد اوسكار على جونيور ومعه خميس أو شاص ومناف أبو شقير، وفي الهجوم ستناط المهمات بسيرجيو والحسن اليامي، وتضم التشكيلة عدداً من البدلاء المميزين امثال حمزة ادريس وجيرسون. في الجانب الهلالي يسعى المدرب البرتغالي آرثر جورج الى المضي قدماً في عدم تعرض الفريق لأي خسارة. ويعتبر لقاء الليلة بمثابة تحديًا كبيرًا له ولمجموعته. لأن الاتحاد يملك المقومات كلها لإلحاق الخسارة الأولى بالضيوف، والدافع المعنوي لدى الاتحاديين مرتفع للغاية. ويدرك جورج قوة منافسه واستدعى اللاعبين الدوليين جميعهم بعدما منحوا اجازة طوال الأسبوع الماضي، وأكد ثقته بهم بقوله "اعرف قوة الاتحاد، لكنني استعنت بالطاقم الدولي للفوز والعودة بالنقاط الثلاث". وتعززت صفوف الهلال بعد شفاء المهاجم "المدفعجي" عبدالله الجمعان. ويملك آرثر عدداً من الأوراق الرابحة، وتتمثل بالحارس الدعيع القوة الضاربة ومصدر الأمان، وأمامه الشريدة وسليمان والدوخي والنزهان، والأخير لا يزال الرقم الأضعف بين المدافعين، وفي الوسط الروماني لوبيسكو والعويران والجابر والشلهوب الغامدي، وفي الهجوم الكاتو وادميلسون الجمعان. ويمثل الجابر والكاتو مصدر ازعاج للاعبي الاتحاد بعد تسجيل الأخير ثلاثة اهداف في مباراتين ونجاح الأول في مركز صانع الألعاب والتهديف. وسيجد مدافعو الهلال صعوبة بالغة في الحد من قدرات مهاجمي "العميد" سيرجيو وإليامي. وبالمقارنة بين صفوف الفريقين، نجد ان الهلال يتفوق في مركزي حراسة المرمى والدفاع، بينما يتفوق الاتحاد بمهاجميه ويتساوى الطرفان في ميزان خط الوسط، وهو مفتاح الفوز لكل فريق. تكريم التيماوي على صعيد آخر، حدد الهلال الخميس المقبل موعداً لتكريم لاعبه الدولي السابق خالد التيماوي الذي اعلن اعتزاله رسمياً اعتباراً من الموسم الجاري. وسيكتفي الهلاليون بتكريم التيماوي بين شوطي مباراتهم امام تشرين السوري في اطار اياب بطولة الأندية الآسيوية لأبطال الدوري، وستقتصر المراسم على تسليم الهدايا للمحتفى به. ويأتي تكريم الهلاليين لنجمهم "الأنيق" تقديراً منهم على الجهود الكبيرة التي بذلها خلال مشاركاته مع الهلال والمنتخب السعودي على مدار السنوات الماضية. وسجل التيماوي اسمه كثالث لاعب هلالي يكرم في يوم اعتزاله بعد قائد المنتخب السعودي والهلال السابق صالح النعيمة، ورفيق دربه حسين البيشي. وأوضح التيماوي في تصريح خاص ل"الحياة" أنه طلب من مسؤولي ناديه ان تكون الحفلة بسيطة، موضحاً انه لن يدعو اي لاعب من الذين زاملوه مع المنتخب السعودي في السابق "احرص على أن يكون التكريم هلالياً صرفاً، وقولي هذا لا يعني التقليل من شأن زملائي لاعبي "الأخضر" الذين أكن لهم كل محبة وتقدير". ونفى ان يكون اعتزاله اللعب باكراً يعود لوجود خلافات مع اداري الفريق فهد المصيبيح، مؤكداً ان الإصابة هي سبب اتخاذه لقرار الاعتزال "اجريت ثلاث جراحات في ركبتي وليس لدي الاستعداد لإجراء رابعة لذا فضّلت هجر الكرة". رد الصفعة تؤكد صفوف جماهير الأهلي نجاح ناديها في رد الصفعة لجاره التقليدي الاتحاد عقب فشل آخر صفقة انتقالات بين الناديين، ويقارن الأهلاوين فشل لاعبهم السابق خالد مسعد في مشاركة فريقه الجديد الاتحاد بسبب الإصابة، على أنها رد للصفقة الخاسرة التي تغنّى بها انصار الاتحاد عندما انتقل لاعبهم سالم سويد عام 1997 الى الأهلي في مقابل 5،1 مليون ريال، إلا انه لم يخدم ناديه الجديد نظراً لتعرضه للإصابة اثناء فترة الاستعداد. ويتداول الأهلاويون مقولة ان فريقهم لم يفرّط في المسعد إلا بعدما حصل على تأكيد قاطع من اخصائي اصابات الملاعب التونسي المنصف تفيد بعدم مقدرته على مداعبة الكرة من جديد، الأمر الذي عجّل بالسماح له بالرحيل الى الاتحاد من دون تعقيدات. يذكر ان نجم الوسط مسعد الذي مثل الأهلي وحمل شارة القيادة، وكان صاحب آخر ركلة جزاء أسهمت في تحقيق كأس الأمم الآسيوية للسعودية 1996 في أبو ظبي واللاعب الذي أطلقت عليه الصحافة السعودية عدداً من الألقاب ابرزها "الأنيق"، كان موضع مطالبة اتحادية مستمرة في فترة سابقة، لكن التنافس التقليدي بين الناديين حرمه من تحقيق حلمه باللعب مع زميل طفولته وقائد الاتحاد المدافع احمد جميل، ثم تحقق متأخراً بسبب الإصابة التي لحقت به، وجعلت ادارة الأهلي ترفض تجديد عقده وتضعه على قائمة الانتقال، ما حدا بزميل دربه للتدخل وإقناع الاتحاديين بضرورة انهاء الصفقة قبل فوات الأوان وتم له ما اراد. وكانت صفقة انتقال المسعد حديث الساعة في الأوساط الرياضية في الموسم الماضي، بيد انه لم ينجح في ارتداء شعار ناديه الجديد بسبب عدم جهوزيته، ثم ظهرت مشكلة الإصابة التي عاودته من جديد. وشهدت الساحة الاتحادية تضارباً في إمكان عودة المسعد من عدمها، فبعدما اكد طبيب الفريق الجديد الجزائري ابو ضياف ان اللاعب لن يتمكن من العودة الى الملاعب مرة اخرى، أوضح اخيراً وبعد استفسار من ادارة النادي ان عودة المسعد ستكون قريبة وهي مرهونة في استمرار متابعته لتلقي العلاج الطبيعي. المشعل وبعد غياب دام اكثر من اربعة اشهر يعود مهاجم الأهلي طلال المشعل الى الملاعب مجدداً بناء على قرار الجهاز الطبي السماح له بالمشاركة في المباريات، بعدما تأكد شفاؤه من الإصابة التي حرمته المشاركة مع منتخب بلاده في التصفيات الآسيوية الحاسمة المؤهلة الى مونديال 2002. وأعرب المشعل 24 عاماً عن سعادته الغامرة بالعودة الى الملاعب مؤكداً انه لن يدخر جهداً في خدمة الأهلي والمنتخب. وينتظر ان يزج به المدرب البلجيكي لوكا بيروزيفيتش في لقاء الغد امام الشباب في اطار المرحلة الثامنة من البطولة.