أكد وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز أهمية تطوير كل من أنقرة وتل ابيب التعاون الاقليمي بينهما، وطرح افكاراً عدة لمشاريع اقتصادية مشتركة بين اسرائيل وتركيا والأردن وذلك خلال زيارته لأنقرة ولقائه نظيره التركي اسماعيل جم. واشار بيريز الى ان تأخر التوصل الى اتفاق سلام في المنطقة لا يجب ان يعطل المشاريع الاقليمية المرسومة سابقاً. واضاف ان "من يريد ان يركب قطار السلام عليه ان يلحقه قبل ان يفوته ويتركه وحيداً"، في اشارة الى الجانب الفلسطيني الذي حمّله مسؤولية تعثر العملية السلمية. الا ان بيريز اكد ان الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي يحاولان التوصل الى طريقة "لوقف العنف" والعودة من جديد الى المفاوضات التي قال انها السبيل الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة. وقال بيريز للصحافيين بعد اجتماعه مع جيم: "يتحتم علينا وقف اطلاق النار وبدء محادثات... علينا التوصل لطريقة لإنهاء العنف فالتفاوض السلمي يفتح آفاق المستقبل". من جانبه اشار وزير الخارجية التركي اسماعيل جم الى انه بحث مع نظيره الاسرائيلي في سبل تطوير التعاون الثنائي، وعلى الأخص في مجال الاستثمار في مشاريع الزراعة والري ضمن مشروع تنمية جنوب شرقي الاناضول المعروف ب"غاب". وطلبت اسرائيل الحصول على المناقصات المطروحة ضمن هذا المشروع. واكد الجانبان ان وفداً اسرائيلياً سيصل الى انقرة نهاية الشهر الجاري لتوقيع اتفاق نهائي لشراء مياه نهر منافجات التركي وايصاله عبر ناقلات بحرية الى ميناء عسقلان. وتأتي هذه العروض الاسرائيلية في وقت يعاني الاقتصاد التركي فيه من أزمة كبيرة. وترى تل ابيب ان تعاون انقرة معها في هذه المجالات قد يساعد تركيا في الخروج من أزمتها. اذ عرض بيريز تقديم تجربة الخبراء الاقتصاديين الاسرائيليين في محاربة التضخم. والتقى بيريز رئيس الوزراء بولند أجاويد والرئيس أحمد نجدت سزار والرئيس السابق سليمان ديميريل على الترتيب، واكد أهمية دور تركيا، الدولة الأكثر ديموقراطية في العالم الاسلامي، على حد قوله. وقبل ان يغادر انقرة يلتقي بيريز صباح اليوم وزير الدولة للاقتصاد كمال درويش الذي من المتوقع ان يطلب من الضيف الاسرائيلي حض اللوبي اليهودي في كل من اميركا وأوروبا على منح تركيا قروضاً مالية جديدة تساعدها في الخروج من أزمتها الاقتصادية.