نفى الرئيس التركي سليمان ديميريل معارضة بلاده استئناف المفاوضات الإسرائيلية - السورية ووصف علاقاته مع الدولة العبرية بأنها "ممتازة ومن الصعب تخيل سبل تطويرها الى أفضل" مما هي عليه الآن. وقال المسؤول التركي الذي يزور إسرائيل في إطار جولة له في المنطقة إن "العلاقات بين تركيا وإسرائيل ممتازة لدرجة يصعب فيها تخيل كيفية تطويرها". وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود باراك بعد اجتماعهما في القدس أن العلاقات بين الطرفين لا تأتي على حساب الدول العربية وأن أنقرة ليست قلقة من استئناف المفاوضات بين تل أبيب ودمشق. ووصف علاقات بلاده مع دمشق بأنها "في تحسن"، موضحاً أنه لا يستطيع القول الآن أن دمشق "تساند الإرهاب". وقال ان دمشق طردت الزعيم الكردي عبدالله أوجلان من أراضيها وهو الآن مسجون في تركيا. وأكد ديميريل أن "سورية ليست عدوا لنا وتربطنا بها علاقات جوار". لكنه في الوقت ذاته أكد معارضته للتوصل الى اتفاق إقليمي يضمن توفير المياه لسورية . من ناحيته، قال باراك ان العلاقات التي تربط إسرائيل بتركيا وطيدة وأنها تطورت خلال السنوات الخمس الماضية على أساس المصالح المشتركة بين الطرفين دون أن تكون على حساب أطراف أخرى في المنطقة. واضافة الى إسرائيل، من المقرر ان تشمل جولة ديميريل التي تستمر ثلاثة أيام الأراضي الفلسطينية والأردن . والتقى ديميريل الرئيس الإسرائيلي عيزر وايزمان ووجه اليه والى وزيرالخارجية ديفيد ليفي دعوة للمشاركة في إحتفالات تركيا بمرور 700 عام على قيام الإمبراطورية التركية في شهر أيلول سبتمبر المقبل. وقالت مصادر إسرائيلية ان تركيا تأمل أن تحافظ على علاقاتها مع الدولة العبرية بنفس الزخم الذي كانت عليه في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو، وان أنقرة تتخوف من منح أولوية لاستئناف المفاوضات مع سورية على حساب العلاقات مع تركيا. وأشارت المصادر ذاتها الى أن باراك أكد لديميريل أن علاقات إسرائيل "المهمة والإستراتيجية مع تركيا" لن تتأثر بسعيه للتوصل الى سلام مع سورية. ووقعت أنقرة وتل أبيب إتفاقية للتعاون العسكري بينهما في العام 1996 وأجريتا مناورات عسكرية مشتركة أثارت غضب بعض الدول العربية وإيران. ونقلت مصادر إسرائيلية عن مصادر في أنقرة أن ديميريل ومرافقيه يبحثون مع المسؤوليين الإسرائيليين في احتمالات التعاون في مشروع أسلحة جديد يشمل تطوير صاروخ "بوباي" جو - أرض الذي عمل الجانبان على تصنيعه في الماضي بكلفة 80 مليون دولار. وزار ديميريل المسجد الأقصى المبارك في البلدة القديمة في القدس حيث استقبله مسؤول ملف القدس عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية فيصل الحسيني. وأكد الرئيس التركي أن بلاده كانت من أوائل الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية فور اعلانها في الجزائر في العام 1988 من قبل المجلس الوطني الفلسطيني، وجدد تأييد بلاده لإقامة دولة فلسطينية مستقلة. وسيلتقي ديميريل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات غداً الجمعة بعد عودة الأخير من الخارج.