التقى الرئيس التركي سليمان ديميريل في القصر الجمهوري العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ثم انتقلا للمشاركة في اجتماع وزرائهما، الذي حضره عن الأردن رئيس الوزراء عبدالرؤوف الروابدة ووزير الخارجية عبدالاله الخطيب ووزير الري كمال محادين، فيما حضره عن الجانب التركي وزير الخارجية إسماعيل جم ووزير الطاقة جمهور ارسومر ومدير مؤسسة المياه التركية ضوغان الطن بيليك، وغاب رئيس الوزراء بولند أجاويد عن الاجتماع. وفيما تناول اللقاء الخاص بين العاهل الأردني وديميريل مختلف القضايا السياسية في المنطقة، من العراق إلى عملية السلام، اقتصر اجتماع الوزراء على العلاقات الثنائية، خصوصاً التعاون التجاري وملف المياه. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" إن الجانبين سيوقعان قريباً اتفاقاً تجارياً لرفع سقف التبادل التجاري الحالي من 100 مليون دولار إلى بليون دولار. ودعا الجانب الأردني الشركات التركية إلى الاستثمار في الأردن والمشاركة في مشروع المنطقة الحرة بين الأردن وإسرائيل. ويذكر ان حجم المشاريع الانشائية التي نفذتها الشركات التركية في الأردن حتى الآن تجاوز ال250 مليون دولار. كما عبر الجانبان عن الرضا عن مستوى التعاون في مجال التدريب العسكري. ومن المتوقع ان تساهم مؤسسات التصنيع العسكري التركية برفع حجم التبادل التجاري بين عمّان وأنقرة. وعبر الطرفان عن وجود الإرادة السياسية لشراء الأردن مياهاً تركية من نهر منافجات. وتركزت المباحثات على الجانب التقني، وآلية نقل المياه من تركيا إلى الأردن. وتسعى تركيا جاهدة لتحقيق صفقة بيع مياه نهر منافجات إلى الأردن، إذ ان ذلك يساعدها في ترويج فكرة بيع المياه التي تلقى معارضة في الأسواط العربية. ومن المتوقع أن تلعب إسرائيل دوراً مهماً في هذا المشروع، لا سيما أنها ستقرر في الأول من نيسان ابريل المقبل هل ستشتري هي أيضاً المياه من منافجات. وتبدو إسرائيل بمثابة جسر ربط المياه بين تركياوالأردن، إذ ان أسهل الطرق لتوصيل المياه التركية إلى عمّان يمر عبر ميناء حيفا. إلا أن تركيا تلوّح من بعيد، ومن وقت لآخر، بمشروع نقل المياه الفائضة عن حاجتها بالأنابيب عبر سورية إلى عمّان.