بدأت تل ابيب تستفيد من مناقصات عسكرية تركية، خسرتها باريس نتيجة تصويت البرلمان الفرنسي على قانون يعترف بمجازر الارمن، فيما تخوف المراقبون في انقرة من طلاق نهائي بين الاخيرة والاتحاد الاوروبي اذا قرر الاتحاد مساندة موقف البرلمانيين الفرنسيين. أعلن وزير الدفاع التركي صباح الدين شاكماك أوغلو ان التوجهات تشير الى أن اسرائيل هي التي ستفوز بمناقصة تحديث 250 دبابة تركية من طراز "ام -60" ضمن مشروع طويل الأمد يستمر ثماني سنوات. وتعزز موقف تل ابيب في هذه المناقصة وغيرها بعد استبعاد الشركات الفرنسية المنافس الأقوى للشركات الاسرائيلية في مجال التصنيع الحربي، إذ سيوكل أيضاً مشروع بناء قمر تجسس صناعي الى اسرائيل بعد إلغاء العقد مع شركة "الكاتل" الفرنسية. وأثارت هذه التطورات نقاشاً في العاصمة التركية حول سبب اثارة موضوع "مجازر الأرمن" في عواصم الاتحاد الأوروبي والكونغرس الاميركي في وقت واحد. واعتبرت بعض الأوساط التركية ان الأرمن يتبعون أسلوباً أشبه باسلوب اليهود في الترويج للمحرقة هولوكوست والسعي الى حصد مكاسب سياسية على خلفية ظلم لحق باجدادهم في تركيا، ما دفع الجماعة اليهودية في تركيا الى اصدار بيان أكدت فيه أنها ستعمل على منع احياء ذكرى ضحايا مجازر الأرمن في لندن اليوم، اثناء إحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست، وهو تقليد تحافظ عليه الحكومة البريطانية التي أشارت الى احتمال أن تضم فاعليات هذه السنة مجموعات من الارمن. وربطت بعض المصادر الصحافية في انقرة بين توقيت تصويت تركيا في الجمعية العمومية للأمم المتحدة الى جانب قرار التنديد باستخدام اسرائيل العنف ضد الفلسطينيين، واندلاع موجة التحريض على الاعتراف بوقوع مجازر الأرمن، خصوصاً وان اليهود اعتادوا هذا النمط واكتسبوا خبرة في هذا الشأن. وثار الاضطراب في الأوساط السياسية التركية بعد ورود أنباء حول احتمال طرح الموضوع في المجلس الأوروبي، إذ أن تبني ذلك المجلس لقانون مشابه للقانون الذي صدر عن البرلمان الفرنسي، يعني قطع علاقات انقرة بالاتحاد الأوروبي الى الأبد. وفي الوقت ذاته أعلنت مديرية مشاريع المياه التركية التوصل وبشكل مفاجئ عن اتفاق مبدئي لبيع مياه نهر منافجات التركي الى اسرائيل مع ورود انباء عن تخفيض أنقرة سعر مياهها بحسب الطلب الاسرائيلي. وكان الخلاف على السعر هو الذي عرقل البدء في هذا المشروع الذي بدأ طرحه وبحثه بجدية منذ ثلاث سنوات. وأعلن السفير الاسرائيلي لدى أنقرة عن أمله في التوقيع على اتفاق نهائي حول المشروع في أيار مايو المقبل، لتتمكن اسرائيل من استيراد 50 مليون طن من مياه الشرب العذبة عبر ناقلات بحرية عملاقة لمدة عشر سنوات، تواجه بها الجفاف الحاصل في المنطقة.