اتفقت سورية والمغرب على تشكيل لجنة مشتركة عليا للتعاون برئاسة رئيسي الوزراء في البلدين دورياً، فيما نفت مصادر رسمية في الرباط أي وساطة سورية بين المغرب والجزائر. وكان الرئيس بشار الأسد، الذي بدأ أول من أمس زيارة رسمية للمغرب للبحث، بعيد وصوله إلى فاس، مع العاهل المغربي الملك محمد السادس في تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط والخليج ومنطقة المغرب العربي. ووصفت مصادر سورية نتائج زيارة الأسد للمغرب بأنها ايجابية، وهدفت إلى تعزيز التضامن العربي. وقالت "إن الطابع الثنائي للزيارة يندرج في إطار تنسيق المواقف من قضايا عربية واقليمية في إطار تحركات سورية في اتجاه بعض العواصم العربية". وانتقل الرئيس السوري أمس من فاس إلى الرباط حيث أجرى محادثات مع رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي. وذكرت مصادر رسمية ان تعزيز علاقات التعاون الثنائي كان في مقدم القضايا التي درسها الجانبان، إضافة إلى تنسيق المواقف السياسية عبر احداث آليات للمشاورات. وأعلن اليوسفي، في أعقاب اللقاء، تشكيل لجنة مشتركة عليا للتعاون الاقتصادي تهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين. وستجتمع اللجنة التي يرأسها رئيسا وزراء البلدين قريباً في دمشق "لتجديد اتفاقات التعاون". ووصف اليوسفي محادثاته مع الرئيس السوري بأنها كانت "مثمرة". وأضاف ان اللقاء الذي جرى الاثنين بين الملك محمد السادس والرئيس السوري يهدف "إلى تنسيق مواقف البلدين في شأن قضية الشرق الأوسط"، وأنه يندرج في إطار "المصالحة العربية". واستقبل الأسد كذلك رئيس مجلس النواب المغربي السيد عبدالواحد الراضي ورئيس مجلس المستشارين السيد مصطفى عكاشة. وكان الرئيس السوري وعقليته أسماء الأخرس زارا معالم تاريخية في مدينة فاس شملت جامعة القرويين، أقدم جامعة إسلامية في العالم، وضريح المولى ادريس مؤسس الدولة العلوية وقصر المنبهي ومتحف النجارين. وأقام الملك محمد السادس ليل الاثنين مأدبة عشاء تكريماً للرئيس السوري حضرتها شخصيات مدنية وعسكرية وزعماء الأحزاب السياسية. وزار الرئيس السوري عصر أمس الجامع الكبير في الدار البيضاء قبل العودة إلى فاس لاجراء محادثات أخرى مع الملك محمد السادس على أن يغادر المغرب اليوم.