في خطوة تعكس التطور المرتقب في العلاقات التونسية - المغربية، يبدأ الملك محمد السادس اليوم زيارة عمل لتونس وصفت بأنها "زيارة صداقة وعمل"، هي الأولى منذ صعوده الى سدة العرش المغربي في تموز يوليو الماضي. ويجري العاهل المغربي، الذي زار دولة الامارات العربية المتحدة والسعودية لأداء مناسك العمرة، محادثات مع الرئيس زين العابدين بن علي قيل انهما سيركزان خلالها على وسائل تعزيز العلاقات بين بلديهما وعلى أوضاع الاتحاد المغاربي الذي يضم الجزائر وليبيا وموريتانيا، اضافة الى المغرب وتونس والذي جُمدت مؤسساته منذ العام 1995، وكذلك آفاق التسوية السلمية على المسارين السوري واللبناني، واحتمالات عقد القمة العربية، وتطورات الوضع بين العراق والأمم المتحدة. ويعكس اختيار تونس كأول بلد مغاربي يزوره العاهل المغربي التطور السريع الذي عرفته العلاقات الثنائية في العام الجاري بعد برود استمر سنوات. وتوج الانعطاف الجديد بالزيارة الرسمية الأولى للرئيس بن علي الى المغرب في الربيع الماضي، والتي حظي خلالها بحفاوة كبيرة من الملك الراحل الحسن الثاني وولي عهده آنذاك، محمد السادس. وتأتي الزيارة القصيرة للعاهل المغربي بعد ثلاثة أشهر من اجتماعات اللجنة العليا المشتركة التي رأسها في الرباط الوزير الأول المغربي عبدالرحمن اليوسفي ونظيره التونسي السابق حامد القروي والتي كرست الاتفاق على انشاء منطقة للتبادل الحر بين البلدين. ولوحظ ان تونسوالرباط كثفتا المشاورات السياسية لتنسيق مواقفهما في الأشهر الاخيرة. اذ زار وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى تونس مرتين في اقل من شهر واحد وأجرى محادثات مكثفة مع الرئيس بن علي الذي تسلم منه رسالتين من الملك محمد السادس لم يكشف مضمونهما، لكن يعتقد انهما تتعلقان بتبادل وجهات النظر والتنسيق في قضايا مغاربية وعربية. كذلك زار تونس كل من رئيس مجلس النواب المغربي السيد عبدالواحد الراضي ورئيس مجلس المستشارين محمد جلال السعيد في فترات مختلفة من العام الجاري، في خطوة قيل انها ترمي الى تعزيز العلاقات الرسمية بين الحكومتين بإقامة جسور بين المؤسسات التمثيلية والمنظمات الشعبية وهيئات المجتمع البلدي في البلدين.