أكد مجلس المفتين في لبنان "ان الوجود السوري أصبح أكثر من ضرورة لحماية الاستقلال وصيانة الوطن والشعب من دعوات الفرقة والانقسام". وأعلن، في بيان عقب اجتماعه في دار الفتوى برئاسة المفتي الشيخ محمد رشيد قباني، "ان حال الاحتقان الطائفي التي تهدد الاستقرار الوطني تم التمهيد لها منذ مدة بأساليب التعبئة ضد مشروع الدولة وببث الاشاعات ونشر مزاعم الاحباط وتحريض الشباب في الجامعات وشحن الاجواء السياسية لاستغلال المشاعر والوصول الى مواقع الزعامة الشعبية، وأخيراً طرح موضوع الوجود السوري بتفرد يؤكد الخلفية الطائفية، بطريقة محمومة تخفي عدائية ضد سورية وهيمنة على القرار الوطني وإلغاء لكل انجازات الوفاق وإرباكاً للدولة، وهي تعالج الأزمة الاقتصادية الخانقة حتى بلغ الأمر أخيراً تعطيل حركة الاستثمار في لبنان والإيحاء لبعض اللبنانيين بالامتناع عن توظيف اموالهم فيه والتهديد بتصعيد هذا التحدي وربطه بالوضع السياسي وبالوجود السوري". وأعلن المجلس تمسكه "بموقف المفتي وخطابه الأخير". وقال "ليس من حق احد ان يدعو مفتي الجمهورية الى الانحياز الى الحق، فهو لا ينحاز ولا يساوم، وعلى من يدعو الى ذلك ان يبدأ بنفسه بتحريرها من الهوى والتعصب والحذر من تعريض الوطن للخطر". ونبه من "تجاوز موقف الدولة الرسمي في حسم الأمور وتقرير المصير". ورأى رئيس المجلس النيابي السابق النائب حسين الحسيني ان "لا أحد في لبنان الا ويتشبث بالكيان اللبناني وبقائه واستمراره وسيادته واستقلاله على أرضه وبالعلاقات المميزة مع سورية التي لها الدور الكبير في مساعدته على الخروج من محنته في اطار سيادة كل من البلدين واستقلالهما". وقال، بعد لقائه عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس اده: "إن اتفاق الطائف هو كل وليس جزءاً، وما زلت أعمل مع المخلصين على تطبيق هذا الميثاق الوطني المكتوب نصاً وروحاً. ولكن يجب ان نقلع عن فكرة اننا نستطيع ان نطبق شيئاً ونترك شيئاً آخر، لأن التطبيق الانتقائي هو الذي أوصلنا الى ما نحن فيه اليوم". ورأى "ان الموقف اللبناني من اسرائيل ينطلق من الموقف العربي العام والتزام حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق ومن وعي اللبنانيين بحقيقة اطماع إسرائيل بأرض لبنان ومياهه وحقيقة استهدافها تكوينه الاجتماعي والسياسي واستهداف دوره في المنطقة ثقافياً واقتصادياً، وعلينا الا نظهر اننا نربّح الجميل لأحد فنحن نقدم بدورنا حفاظاً على وطننا وانطلاقاً من وحدتنا الوطنية الداخلية، وما دامت هذه الوحدة في خير فالمسيرة في خير. علينا ان نتروى في اطلاق الأحكام، فالأمور ليست واضحة في الشكل الذي يجعلنا نحكم عليها". كرامي ولاحظ رئيس الحكومة السابق النائب عمر كرامي "انحساراً في الخطاب المتشنج في لبنان". ودعا بعد لقائه وزير السياحة كرم كرم في طرابلس الى "الاعتبار من الحرب اللبنانية". وأكد "ان التطرف لا يأتي إلا بالتطرف وان المتطرفين هم قلة في هذا المجتمع". وأضاف: "لذلك بدأت اشعر ان الناس على اختلاف طروحاتهم وانقساماتهم بدأوا يعودون الى الصواب في التعاطي بكل الأمور الأساسية من خلال الخطاب السياسي العالي المتشنج". وقال: "لا يمكن هذا البلد ان يعود الى طبيعته والى مسيرة الانماء والاعمار الا من خلال الاعتدال وصوت العدل". وطالب رئيس "المؤتمر الشعبي اللبناني" كمال شاتيلا الدولتين اللبنانية والسورية "بفتح حوار لمعالجة اي اشكالات أو شوائب في العلاقة بينهما"، معتبراً ان "تهديد المتطرفين للعيش المشترك تصب الزيت على النار ولا تحل المشكلة". وقال بعد لقائه رئيس الحكومة السابق سليم الحص: "أن علينا تفهم المخاوف السورية من الساحة اللبنانية، لطمأنة دمشق واتخاذ الضمانات اللازمة لمنع تحويل لبنان ساحة تآمر جديدة عليها وعلى العرب".