يدخل لبنان فراغاً رئاسياً بعد أن أصر حزب الله، ومعه قوى سياسية مرتبطة بنظامي دمشق وطهران، على ترك هذا البلد دون رئيس ربما لأشهر دون أي مؤشرات على موعد انتخاب من سيشغل هذا الموقع. منصب الرئيس اللبناني هو رمز وحدة البلد وسيادته واستقلاله وشغوره يشكل تهديداً لمستقبل البلد واستقراره، لكن هذه القوى تقاذفته في تعمد واضح لفرض أجندتها ومرشحيها وفي محاولةٍ لإكراه اللبنانيين على قبول الأمر الواقع استقواءً بسلاح حزب الله الذي يرفع شعار إما أنا أو الطوفان. سياسة الحزب والقوى المتحالفة معه لم تبحث عن الوطن ولا سيادته بقدر ما بحثت عن مصالحها وفرض أجنداتها المرتبطة إقليمياً. الانقسام السياسي الذي فرضه الوجود السوري على الشعب اللبناني طيلة 30 سنة عمَّقه حزب الله وقوى تعيش في الظلام منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وأضاف عليه حزب الله بعدا جديدا مع تدخله عسكريا في سوريا. الحوار الوطني اللبناني عطله الحزب، لأنه يدرك تماما أنه لن يكون هناك حوار مع من يطلبون نزع سلاحه، فوجوده مرتبط بالسلاح وفرض ما يريده عبر التهديد به أو استخدامه. الرئيس سليمان قال في خطاب الوداع: «نعلم تماماً أننا لا نعيش منعزلين عن محيطنا القريب والبعيد لكن هذا الواقع الجغرافي والسياسي والديني من غير المسموح له أن يشكل عقبة لأي مشروع انتماء وتلاق».. إنها رسالة واضحة مفادها أن وحدة لبنان تتهدد من قِبَل النظامين السوري والإيراني. وفي إشارةٍ لرفضه فرض الأمر الواقع، قال الرئيس: إن الوحدة الوطنية تفرض علينا عدم التدخل في شؤون الجوار، مؤكداً على أهمية أن يكون السلاح بيد القوى الشرعية، وعلى أهمية بناء استراتيجية دفاعية كمدخل ضروري لبناء الدولة وتحقيق سيادتها على جميع أراضيها. خطاب الرئيس سليمان ركز على ثلاثة مبادئ وهي: الوحدة الوطنية، نزع السلاح وعدم التدخل في شؤون الآخرين وأن لا يتدخلوا هم في شؤون لبنان.