كلف الرئيس اليمني علي عبدالله صالح امس عبدالقادر باجمال تشكيل حكومة جديدة، يتوقع ان تبقى حكراً على شخصيات تنتمي الى الحزب الحاكم "المؤتمر الشعبي العام". وباجمال هو خامس رئيس للوزراء منذ تحقيق الوحدة منتصف عام 1990، وكان نائباً لرئيس الوزراء وزيراً للخارجية في حكومة سلفه الدكتور عبدالكريم الارياني الذي يترك الحكومة لأسباب صحية واخرى تتعلق بخلافات بينه وبين مناوئين له في أعلى هرم قيادة الحزب الحاكم. وعلى رغم ان الارياني يشغل منصب الأمين العام للمؤتمر، فإن تعمد تهميش دوره خلال الانتخابات المحلية، وحملة الاتهامات العنيفة التي شنتها صحف وكتاب على علاقة بدوائر الحكم، كانا مؤشرين الى ابعاده عن رئاسة الحكومة، علماً انه سيحتفظ بموقعه كأمين عام للحزب الحاكم الى حين انعقاد مؤتمره المقبل بعد نحو سنتين. وعلمت "الحياة" ان باجمال باشر امس اتصالات مكثفة لاستكمال مشاورات اجراها الرئيس علي صالح خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، للتوصل الى التشكيل النهائي للحكومة الجديدة، المتوقع اعلانه في غضون 24 ساعة. واكدت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان عدداً من الوزراء سيستبدلون بوجوه شابة تدخل الحكومة للمرة الأولى، وتعد من ذوي المؤهلات والخبرات في ضوء اعلان الرئيس اليمني أخيراً نيته تعزيز الوزارة برفدها بالشباب. لكن الهم الاقتصادي سيكون حاضراً لدى تشكيل الحكومة، الى جانب همّ التغيير في حدوده الدنيا الذي يتفق مع تطلعات الناس الى تنفيذ برنامج الاصلاحات الشاملة، خصوصاً في المجالين الاقتصادي والأمني. واستدعي عدد من وزراء حكومة الارياني الى دار الرئاسة امس، وفي مقدمهم وزير الداخلية اللواء حسين محمد عرب. وكان باجمال لعب دوراً متميزاً في تعزيز علاقات اليمن مع دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمجموعة الآسيوية، كما ساهم في استعجال تطبيع العلاقات اليمنية - الكويتية.