لم يصدر في الرباط اي رد رسمي على تصريحات الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في تونس والتي قال فيها ان بلاده "ترفض سياسة الامر الواقع وترفض قانون الغاب وتفوق القوي على الضعيف"، في اشارة الى الموقف المغربي من الحل في الصحراء الغربية. لكن مراقبين لفتوا الى التزامه "البحث عن حلول مشرفة ودائمة" لهذه القضية، عارضا اقامة علاقات تستند الى الغاء الحدود وفتح آفاق واسعة امام الاتحاد المغاربي. ولاحظت اوساط ديبلوماسية ان تأكيد بوتفليقة التزام بلاده مساندة حق تقرير المصير في الصحراء الغربية، يعني التلويح برفض ما يعرف ب"الحل الثالث" الذي وصفته "بوليساريو" بانه يرمي الى افراغ تقرير المصير من مضمونه. ورأت في انسحاب وفد الجزائر من المشاركة في اعمال اجتماع لندن الثاني الذي رعاه الوسيط الدولي جيمس بيكر ترجمة للرغبة في الابقاء على ثنائية النزاع بين المغرب و"بوليساريو"، خصوصا ان العاهل المغربي الملك محمد السادس تحدث اخيرا عن ملف الصحراء واعتبره "مشكلة مغربية - جزائرية"، وكذلك الحال بالنسبة الى وضع الاتحاد المغاربي. واعربت هذه الاوساط عن اعتقادها بان المحاولات التي بذلتها عواصم عربية واوروبية لتحسين علاقات البلدين ما زالت متعثرة، واستدلت على ذلك بانتكاس الامال التي كانت معقودة على معاودة فتح الحدود بين البلدين الشهر الماضي، ورأت ان اعلان بوتفليقة شخصيا "رفض الامر الواقع" يعكس مخاوف بلاده ازاء استبعادها من ترتيبات حل قضية الصحراء. وربطت بين زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس الخاطفة لجنيف حيث اجتمع مع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة وتعثر مساعي المصالحة بين المغرب والجزائر، كون الشيخ زايد يرتبط بعلاقات ودية ومتميزة مع كل من االعاهل المغربي والرئيس الجزائري وكون الامارات توسطت مرات عدة في نزاع الصحراء الغربية . الى ذلك توقف مراقبون امام دلالات التصريحات التي اطلقها بوتفليقة في البرلمان التونسي عن دور الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة لجهة الاعتراف بدولة موريتانيا، وكذلك حال الجماهيرية الليبية التي قال انه سمع منها اول مرة كلاما عن "الجمهورية الصحراوية". وفسروا ذلك بأنه يرمي الى القاء ظلال جديدة على محور العلاقات في منطقة الشمال الافريقي، خصوصا بين المغرب وموريتانيا، وبين الرباط وليبيا في افق الزيارة المرتقبة للزعيم الليبي لطنجة، وان كانت مصادر ليبية اكدت ان الزيارة قد تتم عشية توجه الزعيم الليبي الى توغو او بعد المشاركة في مؤتمر منظمة الوحدة الافريقية. ولوحظ ان اجهزة الاعلام الرسمية المغربية اكتفت بنقل تصريحات الرئيس الجزائري عن الاتحاد المغاربي، من دون الاشارة الى الاتهامات التي وجهها الى المغرب في شأن قضية الصحراء. الى ذلك قال منشقون عن "بوليساريو" ان زعيم الجبهة السيد محمد عبدالعزيز توجه من تندوف الاسبوع الماضي الى الجزائر العاصمة حيث اجتمع مع مسؤولين عسكريين للبحث في التطورات.