أول الكلام: لشاعر الحرمان/ الأمير "عبدالله الفيصل": - تُسائلني العواذل: ما اقتراحي؟! وأنت على الزمان: مدى اقتراحي فان لجّوا بعذل، واستطالوا فلستُ بسامعٍ تفنيد لاح!! 1 ما بال "أحلامنا": تُغتال؟! أحلامنا: عاشت معنا كقوس قزح... لا تُرهقنا، بل تُلوِّن لنا أبعاد الكون، وتسافر بنا نحو جهات الدنيا كجناحَيْ نورس: شديدة البياض، زاهية الانتشار في سماء العمر... حزنها في تحليقها الدائم الذي لا يستقر! أحلام هذا الإنسان "العربي/ اليومي"... صارت قضيته: "التيه"... يضع الأسئلة ولا تصله أجوبتها! صار اغترابه الحقيقي: البحث عن نفس أخرى... عن شيء يفتقده في نفسه! 2 هذا الإنسان "العربي/ اليومي": يغرق في الزحام، وقد يضيع. إنه يبحث عن نفسه في داخله... في صناديق البريد التي تخلط العناوين... في الفواتير التي تتدفق عليه بلا رحمة... في حوانيت المدينة التي ترفع الأسعار متزامنة مع جنونها بالصخب... حتى أنه يبحث عن نفسه تحت جذع شجرة: تنتظر الريح لتقتلعها، بعد أن صبرت زماناً طويلاً/ تنتظر المطر!! 3 ها هو الإنسان "العربي/ اليومي" الآن: مُتْعب... مكسور الحلم! إنه يفارق نفسه، ويعيد الأسئلة... تلك التي صارت مفعمة بالحزن. وها هو "الطلُّ": مظلة تُغطي انبلاج الفجر... والمدن العربية: نائمة، لا شيء يتحرك، بعد أن جعلوا "الكلام": خوفاً... والهمس: حراماً، أو لا ضرورة له! يركض هذا الإنسان "العربي/ اليومي": خلف وهم تضخم كالبالونة القابلة للانفجار. كان "الحلم": يعاني من أصداء عبرت هذا الجيل وما قبله!! وكان الرفض للضحكة: يكبر... يكبر، حتى لا تتحول الضحكة إلى... سخرية، وحتى لا تختلط السخرية بالخفقة، وحتى لا تضيع خفقات الناس وأحلامهم وتفاؤلاتهم في لحظة "يُتْم"... ثمينة!! 4 ها هو الإنسان "العربي/ اليومي": يعود إلى حيث بدأ حلمه، وتفاؤله، وخفقته! - إنه يئن مردداً: بعض الأشياء تضيع عندما تولد... انها وُلدت في التلفت، وفي الخوف، وفي الهمس المرتجف، وفي الضباب. إنه يعود إلى حيث بدأت كل أشيائه، ولكن... لا كما بدأت! زادت الحشرجات في الحس... صار الناس يعاملون رؤيتهم للناس وللأشياء مثلما تعامل نظراتهم المجردة: لوحة رائعة... يتطلعون إليها باعجاب وهي مثبّتة على الجدار، ولكنهم لا يملكون أبعادها ولا ألوانها! 5 ويبقى السؤال الجارح دائماً: ماذا نريد؟! الاجابة وحدها: تتجاوز بهذا الإنسان الحد الفاصل ما بين الحلم والواقع، وتلغي بطاقة السفر التي صُرفت له إلى: التيه!!