أول الكلام: "ما زلتُ أحدِّق في وجهي والقلب حزينْ أجمع أشلائي خلف الباب يُبعثرها: جرح، وحنينْ والحلم الصامت في قلبي يبكي أحياناً... كالأطفال"!! 1 ... وفي أصداء "العيد" تتبدَّل أغانينا فتصبح: موَّالات يصاحبها "ناي" حزين، وبقايا دماء الشهداء في فلسطينالمحتلة... وبقايا "الحب" الذي كنا ننشد به: التسامح، والسعادة، ونقاء النفس، والفرحة. كنا نفرُّ من "المقاسات" في المشاعر، ومن التحديد لحظة التعبير عن صدق النفس، وعشق الروح... ونجري داخل صدورنا وبين خفقاتنا، ونطيل التأمل الى النجوم وأبعاد السماء وزرقتها... فنحن أمة شاعرة، ولغتنا شاعرة... حتى صارت "جراحنا": شاعرة أيضاً!! ويُروى عن "فولتير": انه تحدث عن فلكي كان يطيل النظر الى نجوم السماء، فشاهدته سمكة ما لبثت أن أسرَّت الى سمكة أخرى قائلة لها عن الفلكي: - انه لن يستطيع أن يكون أقرب الى النجوم مِنَّا!! وهكذا الحال - كما قال فولتير - مع من يكثرون الحديث عن السعادة!! 2 ان "الفرحة" في حياة الانسان: نسبية... لا تتضاعف في شكل انعكاسات على وجوه من يراهم. إنَّ كل مَنْ يشاركونك الفرحة... لديهم الرغبة أن يفرحوا من خلال فرحتك، فإذا نجحت في خطوة، أو تفوَّقت في عمل، أو شعرت بالحب يُصفِّق بين جوانحك... فلا بد أن تتردد على مسامعك كلمات التهنئة حتى لو جاءت مختلطة بالغيرة من البعض!! والبعض لا يتعمق في فرحتك، بل هو يغوص في أعماقه لتهويتها حتى لا تختنق بالغبطة لك، ويُجفِّف الأشياء التي ابتلت بضحكة يأخذها من فرحتك ولا يعيدها اليك. وليس في هذه الصورة: تجنٍّ على الناس، لكنه... الحزن عليهم! وليس فيها تشاؤم بمستوى "الرابطة" الانسانية والوجدانية التي تجذب الناس بعضهم الى بعضهم الآخر... لأن هذه الرابطة: باتت مشوَّشة في انشغال الجميع بالطموح، وبالأنا، وبالنجاح، وبالسباق مع الآخرين، وبكل ما تمتلئ به النفس البشرية وتفيض!! 3 ورغم كل ذلك... فإن الحب ما زال يرفرف ويؤكد وجوده، والعاطفة تتَّقد بين ضلوع الانسان بدوافعها المتلونة... ومن الممكن أن تعثر على الحب اليوم في وجدانك، وفي وجدان الناس، حتى لو لم يكافئك الآخرون ممن منحتهم الحب والخير! الحب موجود... إذا كنت لا تنتظر له مقابلاً من حبيب، ولا من صديق، ولا من رفيق ربما سرقته طموحاته عن التلفُّت إليك! والحب موجود... إذا أحسنت تربية ابنك ليكون عضواً فاعلاً ومنتجاً في مجتمعه... والعاطفة لا تجعلك اليوم تنتظر من ابنك أن يتكفَّلك بعد عجزك، لأن زمنه القادم أكثر قسوة من زمنك... فالأبناء: لن يكونوا امتداداً للآباء بالضرورة، ولكنهم - لا بد - أن يكونوا: قدرة جديدة، وقدراً يختلف عن قدرك ويتلاءم مع زمانهم، وطموحاً يفوق طموحاتك!! إن الحياة بدون حب... هي ذلك الشيء الغامض الذي كل ما تجري اليه، يهرب منك!!