(1) • عندما بدأ "الليل الأول" في صحراء النفس... صرخت عتمة الوحدة: - لا... لا تُصادق الريح! وعندما شقشق "نور الصباح" في أبعاد نظرة العينين...اصطفقت الضلوع في تشبثها بالصدق. - أيها "الصدق" / الشموخ. الضائع المُهدر في كثافة اكاذيب البشر.... أيها المتعاطف كموال .. يُرجع خفقات القلب إليّ: متى أجدك ... وكيف ضيعتني أولاً؟!! تلك فلسفة "ما بين الورد والرماد".... عندما يعاني الصديق من الانكسار.. وعندما يعاني الخفق من الصمم.. وعندما يعاني الشموخ من الذل! (2) • هذا دوري الآن! - هل لك دور، وهل لي دور... وما الذي ينتجه كل دور؟! •ألا تتذكر؟! لقد رحلت قبل ذلك.. غبت.. إختفيت.. إنهزمت وكسرتني ثم تركتني اتجرع الوحدة... أتلفت حتى تعود، فتصور... من ذا الذي يعود؟! - أووووه... هل هذا عقاب الاحساس؟! لماذا نحن "نسخن" عواطفنا دائماً بالفراق والنوى.. بالخصام ... بالقطيعة.. بالقطيعة.. بالتناسي ثم .... نُجْمر كل ذلك – بعد ذلك! – بالانتظار للذي يأتي ولا يأتي!! (3) • أرجوك... إهدأ، لا تمارس التلفت في ندائك على الحب أو حتى على النسيان... ولا نداءك على الحب في الناس، أو على الناس بالحب! - ولَّ.... كأنك: مجمور بالانتظار؟! • كل شيء نتلقاه ممن نحب.. يخيل إلينا أنه يتحول إلى نسمة، يرتفع صارية، يجن خفقة ووجيباً.. إلا هذا الشيء الوحيد المسيطر على عصرنا وهو : الخوف! - نعم ... نعم صقيع يفوق ثلوج "الألب" في كانون! (4) • الآن... أحسب أننا أصبحنا أصدقاء في غياب جنون العشق.. فأية أمجاد تليدة تتسدد إلى القلب قبل العقل، وتعصف بالعقل في استرخاءة القلب.... ولا نبل حتى الصدى؟! - إسمع يا صديقي / غير الأثير: هذا زمن "الشاطر والمشطور.. الذي بينهما طازج".... أتذكر؟!! • بلى.. كنا آنذاك: عشاقاً رائعين أصفياء نظافاً جداً... نعلو فوق التنكر.... ونسخر من النسيان الحضاري! - نعم .... ذلك زمن نكران الذات، وصبها في الذات الاخرى.. إنه زمن صار قديماً ومتأملاً! • كأننا اليوم في هذا العجز والانسياب "الإكراهي" مع الظروف: نتشكل فلكلوراً بشرياً/ إنسانياً.... ونعجب بصفات النبتة الصابرة، المتحدية العطشى! - بل كأننا اليوم هذا الجنون المسكون بهزائم الاخرين الذين انتهوا من السلام الى مهنة: الاسترزاق بالحرب... والذين انتهوا من الحب إلى مهنة: ممارسة التناسل!! أليست أفكار الكثير من الناس اليوم، مصبوبة في فكرة: استمرار الحياة بواسطة الانجاب؟!! • الصعب: أن تستمر الحياة في هذا العصر بواسطة الحب.. أعني: بفكرة مختلفة عن هذا "الشيء" الذي صار تعوداً!!