تغيرت خريطة الاداء التجاري والاقتصادي في العاصمة السعودية التي تشهد هدوءاً كبيراً نتيجة سفر الكثير من سكانها لاداء فريضة الحج، أو التنزه في مناطق السعودية خصوصاً المنطقة الشرقية، اضافة الى مغادرة مئات الالاف من طلبة الجامعات والكليات والموظفين لقضاء العيد مع عائلاتهم في مدنهم وقراهم الاصلية. ويقدر العاملون في المحلات التجارية الذين التقت بهم "الحياة" نسبة المغادرين من سكان المدينة بما لا يقل عن 30 في المئة "سيبدأون العودة يوم الجمعة المقبل استعداداً لاستئناف العمل والدراسة". وتشهد السوق السعودية تراجعاً حاداً في اداء المطاعم والتموينات والأسواق التجارية التي اقفل معظمها أبوابه. ويقول السيد مصطفى التركي الذي يدير مطعماً في حي المروج في الرياض ان مبيعاته تراجعت اكثر من 50 في المئة كما هي العادة خلال عيد الأضحى المبارك حيث يعتمد السكان خلال هذه الفترة على الاكل من لحوم الاضاحي، ويكثر الخروج للبراري والصحارى للشواء والتنزه. ويشير التركي إلى أن هذه الفترة تمتد عادة لأسابيع بعد العيد الى ان يعود العمل إلى وتيرته المعتادة. وفي المقابل شهدت مدن الالعاب والترفيه اقبالاً كبيراً يزيد بنحو 300 في المئة عن المعدل المعتاد. وتركز الاقبال في الرياض على المنتزهات العائلية في منطقة الثمامة - شمال العاصمة - أو في طريق الخرج في الجزء الجنوبي منها. وارتفعت الاسعار لتصل الى اكثر من دولارين لرسم دخول الفرد الواحد، وإلى نحو 200 دولار لليلة الواحدة في الشاليهات الصحراوية التي يفضل البعض الانتقال اليها. وازدهرت في الوقت نفسه سوق التأجير على الاستراحات وهي عبارة عن اراض واسعة مسورة تضم كل منها غرفة وخيمة ومسبحاً وملاعب للكرة، ووصلت الأسعار الى نحو ألف دولار لليوم الواحد، ترتفع إلى 1500 دولار للاستراحات الفاخرة والواسعة. كساد الجزارة أما الجزارون فشهدوا هذه السنة واحداً من أسوأ مواسمهم، إذ احجم السكان في الغالب عن الذبح في منازلهم أو في استراحاتهم خوفاً من مرض حمى الوادي المتصدع ومرض الحمى القلاعية. وخفض الجزارون الذين يطلق عليهم هنا "القصابون" من اسعارهم المعتادة في "العيد الكبير" ووصل سعر ذبح وسلخ وتقطيع الرأس الواحد من الاغنام الى نحو 10 دولارات في مقابل اسعار كانت لا تقل عن 40 دولاراً في المواسم الماضية. واتجه معظم السكان للذبح في مسالخ البلديات المعتمدة والخاضعة للاشراف الطبي البيطري. ويبقى "العيد الكبير" في الرياض هادئاً جداً إلى درجة شجعت الكثيرين على التجول في الشوارع ورصد المشاريع والاسواق والمنشآت الجديدة عن كثب.