كشف النقاب أمس عن مشروع تطوير عقاري وسياحي في دبي، يُنتظر أن تتجاوز كلفته أربعة بلايين دولار، وأن يؤدي إلى بناء أكبر مدينة تسوق ترفيهية في الشرق الأوسط، وإلى قيام حي سكني عصري شرق دبي مساحته عشرة كيلومترات مربعة. وقال السيد عمر الفطيم، المدير التنفيذي ل"مجموعة عبدالله الفطيم"، الشركة المالكة للمشروع، "إن حكومة دبي قدمت للمجموعة أرضاً مساحتها خمسة كلم مربعة ستقام عليها المنشآت الكبيرة التي ستتضمنها مدينة مهرجان دبي، وهو الاسم الذي اختير للمشروع الذي ينتظر أن يُباشر في تنفيذ المرحلة الأولى منه في بداية الشهر المقبل". وذكر ل"الحياة" أن كلفة المرحلة الأولى التي ستتضمن بناء 850 ألف متر مربع من الأسواق والقنوات المائية والمارينا والمطاعم والأماكن الترفيهيه ستصل إلى ستة بلايين درهم نحو 65.1 بليون دولار، على أن يتم انجازها قبل الاجتماعات التي سيعقدها صندوق النقد الدولي في دبي في أيلول سبتمبر 2003. ويقع المشروع على امتداد أربعة كلم على خور دبي، شرق جسر الفرهود قرب مطار دبي الدولي. وقال جون جيردي رئيس شركة "ذي جيردي بارتنرشيب" الهندسية الدولية المسؤولة عن تصميم المشروع، ل"الحياة" إن هناك قرابة 300 مهندس ومصمم وضعوا التصاميم الهندسية، منذ أن أعطى ولي عهد دبي الشيخ محمد بن راشد موافقته على الانطلاق بالفكرة قبل شهرين، مشيراً إلى أن شركته، التي تعمل في منطقة الشرق الأوسط منذ 25 عاماً ونفذت مشاريع عقارية ضخمة عدة في المنطقة، سعت إلى المزاوجة بين عنصري المياه والرمال. وأضاف: "سنفتتح السنة الجارية والسنة المقبلة عشرة مشاريع حول العالم تفوق كلفة الواحد منها بليون دولار، وهي مشاريع تغير نمط الحياة في المدن التي تبنيها فيها. لكن في دبي ليست هناك حاجة إلى تغيير المدينة ذات المرافق المتكاملة، لذا ركزنا على أن يسهم هذا المشروع الكبير في تطوير مستوى جودة الحياة فيها للمقيم والزائر". ومن المنتظر أن تضم "مدينة مهرجان دبي" برجاً شاهقاً يتألف من فندق ومكاتب تعلو 55 طابقاً، ومنطقة السوق الضخمة التي ستتميز ببناء عمراني مفتوح من دورين مجهز بأحدث أنظمة التحكم، علاوة على مواقف للسيارات تتسع ل15 ألف سيارة، على أن "تشقها قناة مائية ملتوية، تحاكي في تصميمها القنوات المائية في نابولي الايطالية، لتصل ما بين أجزاء المدينة المختلفة التي تشمل قرابة 80 مطعماً يتمتع 40 منها باطلالة مائية مباشرة". وستضم المدينة الجديدة مسرحاً يتسع لثمانية آلاف شخص ومرفأ جديداً وعلى طول الواجهة المائية، لتسهيل عملية الوصول إلى المحلات والمطاعم التابعة لها، من خلال القوارب الخاصة والعامة. وستقام دور سينما على مساحة عشرة آلاف متر مربع في حين خُصصت مساحة مماثلة لرعاية الفعاليات الثقافية و30 ألف متر مربع لمنشآت مخصصة للترفيه العائلي. وسيقام مجمع دائم ل"القرية العالمية"، وهي إحدى فاعليات "مهرجان دبي للتسوق" يزورها مليون شخص في فترة المهرجان سنوياً، فوق مساحة 100 ألف متر مربع، على أن تحاط بحدائق خلابة مزدانة بأرصفة للمشاة. المركز الجديد لمهرجان دبي للتسوق وستبنى فنادق خاصة بالعائلات وشقق فندقية بالإضافة إلى فندق مخصص لإقامة المؤتمرات والندوات الدولية. وقال الفطيم ل"الحياة": "المرحلة الثانية للمشروع ستبدأ بعد خمس أو ست سنوات، والتصاميم الخاصة بها لم تُنجر بعد". وأشار إلى أنها ستتضمن مزيجاً من المنشآت السكنية والتجارية، ونافياً أن يكون الغرض من المدينة منافسة "مهرجان دبي للتسوق" وإن كان الاعتقاد السائد هو العكس تماماً. ومن المنتظر أن تتجاوز كلفة المرحلة الثانية لمشروع "مدينة مهرجان دبي" ستة بلايين درهم، ما يقرب الكلفة الاجمالية للمشروع من أربعة بلايين دولار. ويفيد المشروع في تبديد الاعتقاد بأن مشاريع التطوير العقاري التي تشهدها دبي تتجه غرباً فقط وباتجاه مدينة جبل علي. وكانت اشاعة سرت في الشهور الماضية أن ولي عهد دبي الشيخ محمد بن راشد يرغب في تطوير الساحل الغربي للإمارة لرفع أسعار أراض يملكها هناك، ولتحسين وضع شركة "إعمار" العقارية العملاقة التي كانت أسهمها تردت في شكل كبير العام الماضي وأدت إلى جمود طاول السوق العقارية والسوق المالية. إلا أن المشروع الجديد، الذي يعيد الحيوية لشرق دبي ومنطقة الخور، سيدفع حتماً إلى دخول مستثمرين كبار من المجموعات المالية العائلية الكبيرة في دبي في مشاريع مماثلة ينتظر أن تشهد النور في هذه المنطقة، الأمر الذي يبعث الأمل في قلوب مالكي المباني والعقارات السكنية والتجارية الذين كانوا يتخوفون من أن يؤدي الاهتمام بغرب دبي وحدها إلى كساد عقاراتهم، وتحول المستأجرين عن شرق الإمارة حيث كان يتجه أغلب الاستثمارات العقارية سابقاً. وتظهر التصاميم التي عرضت أمس في مؤتمر صحافي وجود منطقة تطور عقاري وسكني مساحتها عشرة كلم مربعة وخلف المشروع الجديد مباشرة. وقال جون جيردي مسؤول تصميم المشروع ل"الحياة": "مدينة مهرجان دبي ستحفز النمو في هذا القاطع الجديد من دبي الذي سيملك كل المواصفات الحديثة للبناء والتصميم الهندسي للقرن الحادي والعشرين"، مشيراً إلى أنه يتوقع أن يتم تطوير المناطق السكنية الجديدة "خلال العقدين المقبلين على أبعد حد". جسر ضخم وعلمت "الحياة" أن تصميم المشروع الجديد يتضمن إقامة جسر ضخم يربط بين ضفتي الخور لتسهيل اندماجه بالمدينة، وان ولي عهد دبي أمر بنقل الحوض الجاف لاصلاح القوارب الذي يقع على القاطع المقابل في الخور، إلى مكان آخر نظراً إلى عدم انسجامه مع المشهد الجمالي للمنطقة وللمشروع الجديد.