أُعلن امس بدء تنفيذ المرحلة الأولى من بناء ستة ابراج سكنية ستطرح شققها للبيع للاماراتيين ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي في اطار مشروع هندسي ضخم سيقود نهاية العقد المقبل الى استقرار اكثر من مئة ألف نسمة في احياء سكنية راقية تتميز بمعايير هندسية وتقنية وجمالية متكاملة هي الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط. وأعلنت شركة "اعمار العقارية" اكبر شركة للتطوير العقاري في المنطقة، بدء المرحلة الأولى من هذا المشروع الذي تنفذه، واطلق عليه رسمياً اسم "مرسى دبي" بعدما سبق ان نفذت على مدى الشهور الماضية المراحل الانشائية الأولية ومنها حفر القناة المائية التي تشكل جزءاً اساسياً في المشهد الهندسي للمشروع العملاق الذي تُقدر تكاليفه بنحو خمسة بلايين دولار. وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع في دولة الامارات لمناسبة افتتاحه امس مركز المبيعات، أحد أقسام المرحلة الأولى من المشروع، "فرضنا على أنفسنا في دولة الامارات تحدياً مستمراً بأن نسعى الى الأفضل، وان نترك عجلة التقدم وحدها تقودنا وملامح النهضة العمرانية التي نشاهد بعضها اليوم هي جزء من الالتزام بتطوير دبي والارتقاء بها، وهو جهد أطلقه الشيخ راشد حينما أمر بشق خور دبي". ويقوم المشروع الجديد في الامتداد الجغرافي الذي يفصل النسيج العمراني لمدينة دبي عن منطقة جبل علي الحرة، حيث يقع "مرسى دبي" في منطقة الجميرا بين فندقي "ميراج" و"شيراتون"، ويمتد صعوداً الى شارع الشيخ زايد قبالة نادي الامارات للغولف ومشروعي "تلال الامارات" و"بحيرات الامارات" وذلك على مساحة شاسعة تبلغ 60 مليون قدم مربع 5.5 مليون متر مربع، وهو يتكامل مع جملة التغيرات في المشهد العمراني والمشاريع ذات النوعية العالية التي بدأت مراحلها تتحقق على طول خط الساحل الغربي لإمارة دبي. وقال رئيس مجلس ادارة شركة "إعمار العقارية" محمد علي العبار: "ان المشروع يضع الأسس لمعايير هندسية وفنية جديدة في كامل المنطقة. وان هدفنا الأول تأمين مستويات نوعية متقدمة يبرر التميز الذي سيتفرد به هذا المشروع العقاري والتطويري العملاق، وهذا السبب هو الذي يفسر عنايتنا وحرصنا على اعتماد أرقى المعايير الهندسية والتقنية في تنفيذه". وستكون منطقة المرسى مدينة متكاملة تضم جميع المرافق التي تحتاج اليها الحياة اليومية من مساجد ومراكز تسوّق ومرافق رياضية وعائلية ومجمعات طبية ومدارس وابنية للمكاتب وفنادق، علاوة على مارينا تضم مراسي للمراكب وتسهيلات لمختلف الرياضات البحرية. واوضح العبّار ان المشروع يتألف من ثماني مراحل متتابعة، وسيضم لدى اكتماله 100 ناطحة سحاب وبرج، مشيراً الى ان الشركات الدولية التي تولت وضع التصاميم والرسوم الهندسية للمباني والمرافق حرصت على الاستفادة من خبرات كبار المهندسين الذين سبق لهم ان نفّذوا مشاريع مماثلة في اكثر البيئات الهندسية والعمرانية تعقيداً. منازل ذكية وقال المدير التنفيذي ل"اعمار" عبدالرزاق الجاسم ان المنازل جُهّزت بتمديدات تقنية تتيح التحكم بتفاصيل الحياة اليومية في اوسع شبكة مبان ذكية في كامل منطقة الشرق الاوسط واوروبا وآسيا، حيث تتيح التجهيزات المذكورة التي تشارك مجموعة من شركات الحلول الكاملة وتكنولوجيا المعلومات العريقة في تجهيزها بقيادة "ماركوني" التحكم عن بعد في ادارة المهام التقليدية للحياة داخل المنزل مع تحقيق ربط تلقائي لادارة جميع مفاتيح الطاقة والتجهيزات الكهربائية والميكانيكية داخل المسكن. وبإمكان الساكن ان يتصل عبر شبكة انترنت داخلية بمدينة "مرسى دبي" بمنزله "الذكي" قبل وصوله اليه لمتابعة جملة من التفاصيل التي تتعلق بحياته اليومية وطلب مشتريات ومراقبة محتويات الثلاجة وصلاحية الاطعمة المخزونة فيها وتشغيل جهاز الغسالة او الفرن، او الفيديو او غيرها من التدابير المعيشية داخل المسكن. وتتيح منافذ الاتصال المتطورة لشبكة الانترنت الداخلية لاصحاب البيوت الذكية الاتصال بمنازلهم هذه وادارتها عن بعد، سواء عبر الهاتف النقّال او كومبيوتر السيارة او جهاز الكومبيوتر المكتبي، كما تؤمن جملة خدمات فريدة من نوعها في العالم امكان اجراء اتصالات ومعاينات طبية عن بعد مع العيادات الطبية في المدينة مباشرة، وفي وقت حقيقي. كما تؤمن خدمات ترفيهية وتسوق وادارة الاعمال والقدرة على التحكم في حرارة الحجرات ورؤية ما يجري في الغرف. وقال جون ماركوني المسؤول عن شبكة الاتصالات الداخلية ان نظام "انترنت" المستخدم فائق التطور. واضاف: "نستخدم ثلاثة مراكز تحكم في الشبكة داخل المنطقة السكنية لضمان حمايتها من اي اختراق، على ان يجري تزويدها اولاً بأول، بكل البرمجيات المقاومة للفيروسات حال صدورها". وينسج موقع المشروع علاقة خاصة بين البحر واليابسة تكرسها القناة العملاقة التي حرفت بطول 3.5 كلم، وتشكل شريان الحياة الازرق الذي يتخلل المشهد العمراني الفريد للمشروع في منظر بديع يترامى بين ارصفة المراكب والكورنيش وارصفة النزهة التي تمتد بطول 10 كلم داخل الأحياء السكنية. ويبلغ العرض الادنى لقناة الخور التي تمتد بعمق 35 متر التي ستكون ميداناً لمسابقات الزوارق الفردية 70 متراً في حين ان عرضها الاقصى يصل الى 300 متر. ومن المنتظر ان تقسم المرحلة الأولى من المرافق السكنية في مشروع المرسى الى شطرين، الأول يخصص لبناء الأجزاء السفلية للمرافق والمباني في معطية هندسية كبيرة، على ان يتم في الشطر الثاني بناء ستة أبراج تحوي 1176 شقة من مختلف الاحجام ومواقف تتسع ل2000 سيارة علاوة على بناء 64 فيلا و57 متجراً، في اطار معماري يراعي الطابع الشرقي للحضارة العربية والاسلامية، مع تقديمه آخر صيحات الابتكار في عالم التصاميم الهندسية والتجهيزات التقنية. وقال العبار: "المشروع الذي يُقدر عائده الاستثماري لمساهمي الشركة بأكثر من 25 في المئة سيكون رئة جديدة تتنفس بها دبي وهي تسعى الى بلوغ التكامل بين مختلف مشاريعها العمرانية والاقتصادية. كما ان البعد الجمالي الذي سيضيفه سيكسب الساحل الغربي لامارة دبي وشارع الشيخ زايد طابعاً عمرانياً فريداً يضاهي مشاريع التطوير المطلة على البحر في وجهات بارزة بينها سنغافورة واستراليا". وينوي القائمون على المشروع ربط سرعة الانتقال في تنفيذ أي مرحلة الى المرحلة اللاحقة بمدى تلاؤم المعروض العقاري مع حاجة السوق. وقال العبار "تصورنا مرن وعملي فكل مرحلة تكتمل ستمهد للانتقال الى المرحلة التي تليها، حيث نخطط لانجاز المشروع في فترة تراوح بين 12 و15 سنة، الا اننا قد نسرع عمليات التنفيذ اذا حتم الطلب المتزايد القيام بذلك".