} تحولت المسيرات الحاشدة في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية الى مواجهات حامية مع الجيش الاسرائيلي اسفرت عن استشهاد اربعة فلسطينيين وجرح العشرات. وبدا واضحا من الطريقة التي تعامل فيها الجنود المتمركزون على محاور التماس مع المتظاهرين ان خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي المسماة "بخطة المئة يوم" لقمع الانتفاضة بدأت ترجمتها عمليا في الذكرى الخامسة والعشرين ل"يوم الارض" التي تزامنت مع دخول انتفاضة الاقصى شهرها السابع. حاولت قوات الاحتلال الاسرائيلي الاستيلاء على مبنى معهد العلوم المصرفية امس خلال مواجهات حامية دارت عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة واستخدم فيها الجنود الرصاص الحي وقذائف غاز جديدة تشبه تلك التي استخدمت في مخيم خان يونس قبل شهر. واستشهد الشاب محمد الواوي21 عاما من بلدة بيتونيا القريبة من رام الله برصاصة قناص اسرائيلي اصابت رأسه مباشرة، ما ادى الى تفتت اجزاء من دماغه، فيما اصيب العشرات بجروح مختلفة، عشرة منهم بالرصاص الحي. وأكد شهود وممثلو مؤسسات حقوقية كانوا في ساحة المواجهات ان الطريقة التي استخدم فيها الجنود نيران اسلحتهم، بما في ذلك الاسلحة الكاتمة للصوت وتنشيط عمل القناصة في وقت مبكر من المواجهات، يشير الى تصعيد واضح لقمع المواجهات غير المسلحة الا بالحجارة. وأكد هؤلاء ان الواوي وثلاثة جرحى بالرأس، اصيبوا بايدي قناصة في مواقع بعيدة عن الساحة المباشرة للمواجهات. وفوجئ المتظاهرون الذين صدمهم مشهد الواوي الذي تفجر الدم من رأسه على الارض امام اعينهم، بقذائف غازية من نوع جديد اطلقتها دبابة اسرائيلية تمركزت على تلة تحتلها مستوطنة بيت ايل وتحوي مقر القيادة العسكرية الاسرائيلية في الضفة الغربية. ووقعت القذيفة الاولى الى جانب امين سر اللجنة الحركية العليا لتنظيم "فتح" في الضفة الغربية مروان البرغوثي الذي كان في المنطقة. وسادت حالة من الذعر والخوف الشديدين اوساط المواطنين تحسبا من ان تحوي هذه القذائف غازات سامة تؤدي الى حالات شلل موقتة مثلما حدث لعدد من الفلسطينيين في مخيم خان يونس. واستغل الجنود هذه الحال واقتحموا مبنى احد المعاهد على مشارف منطقة البالوع في المدينة لاتخاذ مراكز متقدمة لهم بعد ان كانوا استولوا على فندق "سيتي ان" بداية الانتفاضة. ورأى الفلسطينيون ان هذه الخطوة جزء من خطة الجيش الاسرائيلي العسكرية خصوصا في ما يتعلق ب"قضم" مناطق على اطراف الاراضي التي تخضع للسلطة الفلسطينية. ورافق المحاولة قصف كثيف للاحياء السكنية الواقعة عند المدخل الشمالي للبيرة. وفي البلدة القديمة من القدس، شارك آلاف المصلين في تظاهرة سلمية انطلقت من ساحات المسجد الاقصى، وسرعان ما تحولت الى مواجهات بين افراد الشرطة والشبان واسفرت عن اصابة ثلاثة من هؤلاء بجروح متوسطة، فيما اعتقلت القوات الخاصة المتنكرة بالزي المدني مجموعة من الشبان قاذفي الحجارة. 4 شهداء في نابلس وفي نابلس، قال شهود ان اسرائيل شنت حربا حقيقة اسفرت عن استشهاد اربعة فلسطينيين، احدهم عايش مصطفى من بلدة دير الحطب القريبة من المدينة الذي اصيب برصاصة في الرأس اطلقت من بنادق كاتمة للصوت، فيما اصيب العشرات، جراح 13 خطرة. كذلك وقعت مواجهات في جنين وقلقيلية وقرى حوارة التي فرض نظام منع التجول فيها وبرقة وكذلك وسط مدينة الخليل المقسمة حيث سجل وقوع عدد من الجرحى ومنهم الشاب ايهاب الهشلمون 15 عاما الذي اصيب برصاص من نوع "دمدم" المتفجر. قصف في الخليل وواصلت القوات الاسرائيلية قصف حي ابو سنينه في الخليل لليوم الثالث. واطلقت قذائف على مبان سكنية على خط التماس، ما ادى الى هدم 12 منزلا تشرف على البؤرة الاستيطانية المزروعة وسط المدينة. وفي غزة، شارك اكثر من ثلاثة الاف فلسطيني في تظاهرة تلبية لدعوة اللجنة العليا للقوى الوطنية والاسلامية يتقدمهم عشرات المسلحين من حركة "فتح" وعناصر من حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" والجبهتين "الشعبية" و"الديموقراطية" ورددوا هتافات تحذر الجيش الاسرائيلي من مغبة اقتحام المناطق الفلسطينية. وقال احد المسلحين الملثمين: "سنحرق الارض تحت اقدام شارون وجيشه اذا حاول اقتحام اراضينا" وتابع وسط هتافات التكبير: "ستكون غزة مقبرة له شارون اذا فكر بدخولها". وشارك زعيم "حماس" الشيخ احمد ياسين الذي احيط بحرس مسلحين في واحدة من المسيرات التي انطلقت من مخيم الشاطئ لتلتحم مع المسيرات الاخرى في ميدان فلسطين وسط غزة. ووقعت مواجهات ايضا اسفرت عن اصابة 14 فلسطينيا برصاص الجيش من بينهم طفل 15 عاما اصيب بجروح خطيرة جدا. وقالت مصادر فلسطينية ان الجنود الاسرائيليين استخدموا الرصاص الحي بكثافة لتفريق المتظاهرين، فيما حلقت المروحيات العسكرية الاسرائيلية فوق مخيم خان يونس. وتعيش الاراضي الفلسطينية حال تأهب قصوى تحسبا من مزيد من العمليات العسكرية الاسرائيلية، فيما طالبت السلطة الفلسطينيةالولاياتالمتحدة بالعمل على وقف العمليات العسكرية الاسرائيلية ضد المدن والقرى الفلسطينية. وقال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس ياسر عرفات ان "مضاعفة العنف لن يؤدي الا الى مزيد من التوتر وردود الفعل ودخول المنطقة الى دوامة العنف"، مشددا على ضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقف العدوان الاسرائيلي. كذلك طالب الرئيس الفلسطيني المبعوث الخاص للامم المتحدة تيري لارسن بتوفير حماية دولية فورية للشعب الفلسطيني.