تجددت المواجهات امس في "ساحات الاعدام"، وهو الاسم الذي يطلقه الفلسطينيون على محاور التماس مع القوات الاسرائيلية المتمترسة على مداخل المدن الفلسطينية، واسفرت عن استشهاد اربعة فلسطينيين، وذلك في "يوم غضب" جديد للشعب الفلسطيني مع دخول الانتفاضة الفلسطينية شهرها الثاني. واستشهد الصبي بشير صالح 15 عاما بعد اصابته برصاصة قاتلة في الرئة خلال مواجهات على مشارف مدينة قلقيلية، والشاب أحمد قاسم 25 عاما بعد اصابته برصاصة قناص في الرأس في مدينة طولكرم، والشاب غسان عوامسة من مدينة البيرة، والشاب جابر احمد المشعل 23 عاما عند معبر اريز في غزة. وعادت سيارات الاسعاف الفلسطينية الى عملها المكثف في نقل الجرحى الى المستشفيات بعد ان شهدت الاراضي الفلسطينية هدوءا نسبيا بسبب توجه الناس وفقا لتوجيهات القوى الموحدة للانتفاضة لمعاونة الفلاحين الفلسطينيين في قطف زيتونهم الذي لم يسلم ايضا من اعتداءات المستوطنين. واشتعلت مدينة رام الله بعد انتشار نبأ استشهاد عوامسه الذي سقط من بين اكثر من ستين جريحا اصيب عشرة منهم بالرصاص الحي، اضافة الى نبأ دخول القوات الاسرائيلية المنطقة أ الخاضعة للسيطرة الامنية والادارية الفلسطينية. وشهدت المدينة ساحة حرب حقيقية، اذ تعرضت للقصف الاسرائيلي بشكل متواصل وعلى مدى ساعتين، وسقطت عليها 4 قذائف مدفعية تسببت بتدمير عمارة. وعلى المدخل الشمالي لمدينة البيرة، اطلق مسلحون فلسطينيون النار باتجاه الجنود الاسرائيليين بعد انتشار نبأ استشهاد عوامسة. واصيب ثمانية فلسطينيين بالرصاص عندما اطلق المستوطنون النار على سكان قريتي حارس وسالم القريبتين من نابلس شمال الضفة، عندما كانوا يقطفون ثمار الزيتون في حقولهم المحاذية للمستوطنات المقامة على اراضيهم. واستولى عشرات المستوطنين في قرية سالم على أكياس الزيتون التي جمعها المواطنون منذ ساعات الصباح الباكر بعد ان اصابوا فلسطينيين بجراح. وكان خمسة فلسطينيين اصيبوا مساء اول من امس برصاص المستوطنين في قرية حارس. واسفرت اعتداءات المستوطنين على اهالي القرى المحيطة بنابلس وسلفيت عن اصابة مها محمد، وهي حامل في شهرها السادس، بعد ان تعرضت السيارة التي كانت تستقلها الى هجوم بالحجارة نفذته مجموعة من المستوطنين. وشهدت مدينتا جنين وطولكرم اشتباكات عنيفة مع الجنود الاسرائيليين الذين استخدموا رشاشاتهم في قمع المتظاهرين الفلسطينيين فور وصولهم الى الحواجز العسكرية التي تحاصرهم. الاحتلال في قطاع غزة وفي قطاع غزة، أدخلت القوات الاسرائيلية مجنزرات وحاملات جنود ودبابات من "معبر كارني" جنوبغزة الى داخل القطاع ونشرت مزيدا من قواتها وآلاتها العسكرية على طول شارع صلاح الدين الرئيس الذي يصل مدن القطاع بعضها ببعض. وأكد مصدر أمني فلسطيني رفيع أن الجيش الاسرائيلي أغلق الشارع المذكور بالمكعبات الاسمنتية واحتل المنطقة الواقعة بين جنوب دير البلح وحتى منطقة المطاحن وقام باجتثاث الاشجار وتدمير حقول الزيتون والجوافة والنخيل وجرف بيوتا قرب مستوطنة موراج الجاثمة فوق اراضي دير البلح، حلت مكانها الدبابات الاسرائيلية التي دخلت للمرة الاولى الى قطاع غزة منذ تحريره. واوضح المصدر ان الجيش الاسرائيلي اضاف موقعا عسكريا سادسا له في قطاع غزة في موقع "الدبة" الذي يشرف على خان يونس وغزة ودير البلح وزج بالدبابات الاسرائيلية من نوع "مركفا" وجنود من وحدتي "جولاني" و"جبعاتي" الى القطاع. وفي الوقت الذي تحولت فيه المستوطنات المزروعة في قلب القطاع الى ثكنات عسكرية، شرعت اسرائيل ببناء مستوطنة جديدة قرب دير البلح حيث بدأت باعمال التجريف والبناء منذ ايام. وأكدت مؤسسة فلسطينية حقوقية ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي جرفت 840 دونما من اراضي الفلسطينيين. حال تأهب قصوى وفي الجانب الاسرائيلي، اعلن الجيش حال تأهب قصوى في قواته على امتداد الحدود مع لبنان وسورية وداخل اسرائيل وفي مدينة القدس، وذلك تحسباً لعمليات انتحارية، فيما لوحظ تجنب الاسرائيليين ركوب الباصات العامة والوجود في المجمعات التجارية الكبيرة. كذلك شددت قوات الاحتلال الاسرائيلي اجراءاتها العسكرية في مدينة القدس التي حرم عدد كبير من المصلين الفلسطينيين، وللاسبوع الثالث، من الصلاة في المسجد الاقصى بسبب الاجراءات الاسرائيلية. وحذر الجيش من ان الهجوم الاخير الذي نفذه احد افراد "الجهاد الاسلامي" الفلسطينية "لن يكون الاخير". ومما ادخل الرعب في قلوب الاسرائيليين، نجاح مجهولين في التسلل الى كنيس مستوطنة افرات وكتابة شعارات ل"حزب الله" على جدارنه.