} انتهى اللقاء بين الرئيس الأميركي جورج بوش والمستشار الألماني غيرهارد شرودر من دون التوصل الى اتفاق على معاهدة كيوتو الخاصة بخفض ظاهرة الاحتباس الحراري، فيما أعلن الاتحاد الاوروبي انه ينظر بقلق الى قرار واشنطن. ودعا الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى تطبيق المعاهدة بحرفيتها ومن دون تأخر. واشنطن، بروكسل، جنيف - أ ف ب، رويترز، أب - قال المستشار الالماني غيرهارد شرودر انه اتفق مع الرئيس الاميركي جورج بوش "في كل شيء" ما عدا معاهدة "كيوتو" المتعلقة بظاهرة الاحتباس الحراري في العالم، بعد لقائهما في البيت الابيض مساء أول من أمس. واجتمع الزعيمان بعد يوم من اعلان الادارة الاميركية ان بوش يعارض كلياً معاهدة كيوتو المبرمة عام 1997 والتي تهدف الى خفض الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بمعدل 2ر5 في المئة عن مستويات عام 1990 بحلول عام 2012، لتفادي تغيرات مناخية خطيرة في العالم. والولاياتالمتحدة اكبر منتج لانبعاثات ثاني اوكسيد الكربون الناتجة عن الإنسان والتي يقول العلماء إنها السبب الرئيس للغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. وتنبعث الغازات من مصانع الطاقة والسيارات وصناعات اخرى. وأعلن بوش قبيل لقائه شرودر، رفضه التدابير التي يمكن ان "تسيء الى الاقتصاد" الأميركي، لكنه أعرب عن استعداده للعمل مع المانيا وحلفاء واشنطن لخفض الغازات المسببة لارتفاع حرارة الأرض. وقال في مؤتمر صحافي: "نواجه الآن ازمة طاقة. لذلك قررت ألا يكون هناك تحديد الزامي لمستوى ثاني اوكسيد الكربون". وأوضح "اننا سنعمل مع حلفائنا لخفض الغازات المسببة لارتفاع حرارة الارض لكنني لن أقبل خطة تسيء الى اقتصادنا وتسيء الى العمال الاميركيين". ورفضت مديرة الوكالة الاميركية لحماية البيئة كريستين تود وايتمان في مونتريال اتهام الولاياتالمتحدة بأنها تخلت عن مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري في العالم، بقرارها تجاهل معاهدة كيوتو. لكنها قالت إن في المعاهدة "ثغراً كبيرة". وأكدت، في تصريح صحافي، أدلت به على هامش اجتماع لوزراء ومسؤولين عن البيئة في 34 بلداً اميركياً، "ان الرئيس بوش مصمم على العمل مع المجتمع الدولي في شأن مسألة التغيرات المناخية في العالم". وفي جنيف، ندد الرئيس الفرنسي جاك شيراك امس ب"إعادة النظر المقلقة وغير المقبولة لمعاهدة كيوتو". وناشد الدول الصناعية "تطبيقها بحرفيتها ومن دون تأخر". ودعا، في خطاب امام لجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة، الى احترام "حق التمتع ببيئة محمية ونظيفة"، والى "إلغاء عقوبة الإعدام في العالم" و"تعليق شامل" لتطبيقها. وفي بروكسل، اعتبرت المفوضة الأوروبية لشؤون البيئة مارغو والتسروم قرار الولاياتالمتحدة تجاهل "كيوتو" من الآن فصاعداً "مثيراً للقلق". وأعلنت ان بعثة اوروبية ستزور واشنطن مطلع الاسبوع للبحث في هذا الموضوع. ويرغب الاتحاد الأوروبي في اجراء محادثات مع الادارة الأميركية لتقويم عواقب هذا القرار بدقة وخصوصاً هل ذلك يعني عدم مشاركة الولاياتالمتحدة في المؤتمر المقرر عقده في بون في تموزيوليو المقبل في شأن متابعة المعاهدة. ويأمل الاتحاد الأوروبي بإقناع واشنطن بالبقاء الى طاولة المفاوضات. وستكون البعثة الأوروبية مؤلفة من ترويكا تشمل المفوضية الأوروبية والسويد، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، وبلجيكا رئيسته المقبلة. واعتبرت المفوضة الأوروبية ان القرار الأميركي المتعلق بالبحث عن بديل من "كيوتو" يجعل المحادثات في شأن التغيرات المناخية "في غاية الصعوبة". وأكدت "ان ذلك لا يعد مشكلة بيئية صغيرة بالنسبة إلينا"، مشيرة الى أن هذا الأمر "مرتبط في شكل وثيق بالعلاقات الدولية والتجارة والجانب الاقتصادي". وقالت إن المصادقة على "كيوتو" من دون الأميركيين "لا تزال ممكنة"، لكن "ذلك سيكون اكثر صعوبة". وقالت إن الاتحاد الاوروبي "سيواصل الضغط" على الولاياتالمتحدة، وفي الوقت نفسه التفكير في حلول بديلة. وأوضحت ان "ليس هناك تهديد" من الاتحاد الأوروبي، بل "رد فعل واضح وجدي". وتابعت: "سنخسر الكثير من الوقت اذا عدنا وانطلقنا من النقطة الصفر". وقال وزير الطاقة البلجيكي اوليفييه دليوز ان الاتحاد الاوروبي سيرسل وفداً ديبلوماسياً الى روسيا والصين واليابان وايران، بين 6 نيسان ابريل المقبل و11منه، للتعرف الى مدى تأييدها معاهدة كيوتو.