طوكيو - رويترز - قالت مصادر حكومية يابانية أمس ان طوكيو تستعد في خطوة نادرة وجريئة للمصادقة على معاهدة كيوتو للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري حتى من دون مصادقة الولاياتالمتحدة اكبر قوة اقتصادية واكبر مصدر لتلوث البيئة في العالم. واضافت المصادر ان يوريكو كاواغوتشي وزيرة البيئة اليابانية ستعلن هذا القرار اثناء زيارتها لواشنطن اليوم. ومن شأن هذه الخطوة ان تزيد من عزلة واشنطن. وقال مصدر حكومي ياباني: "ستحاول كاواغوتشي وزيرة البيئة مجدداً اقناع الولاياتالمتحدة بالعودة الى معاهدة كيوتو ... لكن اياً كان رد الولاياتالمتحدة ستخبرهم الوزيرة بان اليابان تستعد للمصادقة على المعاهدة". وبعدما تطلع كاواغوتشي الولاياتالمتحدة على خطة اليابان ستسافر الى المغرب لحضور اجتماع وزاري حول التغير المناخي ترعاه الاممالمتحدة ويفتتح في مراكش يوم الاربعاء المقبل. وقال المصدر ان اليابان ستسعى للمصادقة رسمياً على معاهدة كيوتو بحلول منتصف سنة 2002 بعد موافقة البرلمان. وقالت ماكيكو تاناكا وزيرة خارجية اليابان أول من أمس ان طوكيو ستتخذ قراراً نهائياً "من جانبها" بينما تسعى "للضغط" على واشنطن كي تعود للمعاهدة. ووقعت الولاياتالمتحدة اكبر مصدر في العالم لغاز ثاني اوكسيد الكربون معاهدة كيوتو. لكن الرئيس الاميركي جورج بوش تراجع عن تعهدات واشنطن قائلاً ان الاتفاق الخاص به "عيوب قاتلة" وان الهدف الخاص بالحد من انبعاث غازات الاحتباس الحراري سيضر بالاقتصاد الاميركي. ووافقت الدول الصناعية بمقتضى المعاهدة الموقعة في عام 1997 على ان تحد بحلول سنة 2012 من انبعاث غاز ثاني اوكسيد الكربون بمقدار 5.2 في المئة في المتوسط عن مستوياته في عام 1990. ولكي تصبح المعاهدة سارية لا بد من مصادقة 55 دولة عليها او مصادقة الدول المسؤولة عن 55 في المئة من انبعاث غازات الاحتباس الحراري والتي يعتقد انها ناتجة عن حرق الوقود الاحفوري. واذا تعاونت اليابانوروسيا والاتحاد الاوروبي وعدد من دول اوروبا الشرقية فستشكل النسبة المطلوبة كي تسري المعاهدة من دون واشنطن. ودول الاتحاد الاوروبي مسؤولة عن نحو 24.4 في المئة من انبعاث هذه الغازات بينما تنبعث من روسيا 17.4 في المئة ومن اليابان 8.5 في المئة. وتتعرض اليابان ثاني اكبر قوة اقتصادية في العالم لضغوط متواصلة من اوروبا كي تصادق على المعاهدة من دون واشنطن. وحذرت دوائر رجال الاعمال اليابانية التي تخشى من فقدان قوتها التنافسية في الاسواق العالمية من المصادقة على المعاهدة من دون الولاياتالمتحدة. غير ان مصدراً حكومياً آخر اشار الى قلق طوكيو من احتمال مقاطعة منتجاتها في اوروبا ومناطق اخرى تؤيد المعاهدة ان هي لم تصادق عليها. وقال المصدر: "ان مقاطعة المستهلك هي احد العوامل التي تفكر فيها اليابان قبل اتخاذ قرار نهائي في شأن معاهدة كيوتو". واضاف ان كاواغوتشي لا تنوي تقديم اي اقتراح جديد بخصوص قواعد المعاهدة والتي ستناقش في مراكش. واصبح الاتفاق على كيفية ضمان التزام الدول بالحد من غازات الاحتباس الحراري واحداً من العقبات الرئيسية امام احراز تقدم في محادثات مراكش حيث سيحاول مسؤولون من نحو 160 دولة وضع صياغة قانونية لاتفاق توصل اليه وزراء البيئة في تموز يوليو الماضي بخصوص قواعد تلزم الدول المتقدمة الحد من انبعاث مثل هذه الغازات.