} هدد انصار الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش بإشعال حرب أهلية في صربيا، إذا اقدمت السلطات على اجراءات ضده. وتزامن ذلك مع تزايد الحديث في بلغراد عن ان اعتقاله لمحاكمته بات أمراً وشيكاً. تناوبت مجموعات تضم كل منها حوالى 50 شخصاً من أنصار الحزبين "الاشتراكي الصربي" و"اليسار الموحد" على التجمع امام منزل الرئيس المخلوع سلوبودان ميلوشيفيتش في ضاحية ديدنيا جنوب بلغراد، وذلك منذ مساء أول من أمس، بعدما انتشرت اشاعات بأن اجراءات اعتقاله اصبحت جاهزة. وقال سينيتشا فوتشونيتش القيادي في حزب اليسار الموحد الذي تتزعمه ميرا ماركوفيتش زوجة ميلوشيفيتش ان التجمعات "ستتواصل ليل نهار، لمنع اعتقال ميلوشيفيتش، الى أن تتراجع السلطات رسمياً عن قرارها في هذا الشأن". ولم يستبعد فوتشونيتش اندلاع حرب أهلية في صربيا، إذا أقدمت السلطات على محاكمة ميلوشيفيتش، مشيراً الى ان "أكثر من 60 ألف شخص بحوزتهم 50 ألف قطعة سلاح، مستعدون لمنع الحاق الأذى به". والى ذلك، عقدت آنا جوروفيتش القيادية في الحزب الاشتراكي الصربي مؤتمراً صحافياً في بلغراد أمس، أعلنت فيه ان اتهام ميلوشيفيتش بممارسات غير قانونية لدى شرائه منزله، "هو محض افتراء، بعدما عجز اعداؤه في العثور على أي دليل جنائي ضده". ووصفت "الضجة" الاعلامية التي أثارتها السلطات ضد ميلوشيفيتش بأنها "محاولة لتوجيه انظار الشعب عن معاناته وحجب الحقيقة عن المشكلات التي تخيم على بلاده والأخطار المحدقة بها". ومعلوم ان "الحزب الاشتراكي الصربي" كان أعلن قبل اطاحة "نظام زعيمه ميلوشيفيتش، انه يملك حوالى 700 ألف عضو في تنظيماته بأنحاء صربيا. وأفاد مصدر في "السكرتارية اليوغوسلافية الاتحادية للاعلام" وزارة الاعلام ل"الحياة" في مكالمة هاتفية، ا نه تم اصدار مئات التصريحات في الأيام الأخيرة لصحافيين من الدول الأوروبية والولايات المتحدة واستراليا قدموا الى يوغوسلافيا للاقامة بصورة موقتة". وأشار الى أن غالبية هؤلاء الصحافيين ذكروا انهم "جاؤوا لمتابعة محاكمة ميلوشيفيتش، التي توقعوا انها قريبة". وأكد مصدر في وزارة الداخلية الصربية ل"الحياة" ان التحقيقات في شأن قضية "استيلاء ميلوشيفيتش على منزل للدولة في ديدنيا بصورة غير قانونية أصبحت جاهزة، ويتوقع ان يطلب الادعاء العام رفع دعوى جنائية في القضية قريباً". وأوضح المصدر، ان الأمر "يتعلق بتزوير واضح، لا يمكن تجاهله قانوناً بحق أي شخص يرتكب هذه الانتهاكات ضد الممتلكات العامة". وذكرت صحيفة "بليتس" الصادرة في بلغراد ان المحققين في قضية رئيس جهاز الأمن الصربي السابق راوي ماركوفيتش استمعوا الى 20 شاهداً "وتجمعت لديهم دلائل على علاقته المباشرة بعمليات قتل سياسية". الى ذلك، نفى ناطق باسم الخارجية اليونانية ان يكون ثمن ذهب يعتقد ان ميلوشيفيتش هربه الى سويسرا لبيعه، مرّ عبر اليونان الى قبرص". وفي قبرص، نفي الناطق باسم الحكومة ان تكون مبالغ مالية عن بيع كميات من الذهب في سويسرا، دخلت في حساب شركة قبرصية". ورأى مراقبون ان النفي القبرصي السريع، يعود الى مخاوف نيقوسيا من ان تصنف ضمن الدول التي تجري فيها عمليات غسل الأموال، ما يلحق ضرراً بسمعتها وهي على أبواب عضوية الاتحاد الأوروبي. ويذكر ان جهات التحقيق الصربية كانت أعلنت انها تتولى التأكد مما نشرته وسائل اعلام محلية وأجنبية، من أن ميلوشيفيتش أفلح أواخر أيامه في السلطة ان يهرب 173 كلغ من ذهب الدولة الى سويسرا حيث تم بيعه هناك بأكثر من مليون دولار، أضيف الى حساباته لدى فرع لشركة قبرصية في اليونان. ومن جهة أخرى، ذكر تلفزيون بلغراد أمس، ان "رئيس الحزب الاشتراكي الصربي" سلوبودان ميلوشيفيتش، أرسل برقية تهنئة "قوية" الى السكرتير الأول للحزب الشيوعي في مولدافيا فلاديمير فورونين، لفوز حزبه في الانتخابات الأخيرة في بلاده.