ظهر الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش على شاشات التلفزيون مساء أول من أمس، للمرة الأولى منذ أقصائه عن السلطة في الخامس من تشرين الأول اكتوبر الماضي. ونقل التلفزيون الرسمي في بلغراد جانباً من وقائع اجتماع القيادة العليا للحزب الاشتراكي الصربي الذي يتزعمه ميلوشيفيتش، في اطار التحضيرات للمؤتمر العام الذي يعقده الحزب السبت المقبل. وألقى الرئيس المخلوع كلمة دعا فيها الحزب الى الوحدة. وقال: "انه من الضروري للغاية ان يؤكد مؤتمر الحزب على المزيد من الوحدة بالنسبة الى المنتمين اليه وأنصاره، أمام التحديات الداخلية التي يواجهها والمحاولات الخارجية لاضعافه". وبدا ميلوشيفيتش شاحباً. وحاول ان يكون طبيعياً في كلمته التي ألقاها في جو من عدم الارتياح الذي احاط به، بعدما تعرضت مسيرة الحزب السابقة الى انتقادات شديدة من عدد من أعضائه الذين وصفوها ب"طغيان المحسوبية والفساد". ووصل ميلوشيفيتش الى مقر الحزب في ضاحية بلغراد الجديدة، يرافقه ثلاثة حراس. ووقفت سيارته أمام مدخل المقر وترجل منها من دون ان يعطي أي تصريح، علماً انه لم تتوافر معلومات مسبقة لدى الصحافيين عن مشاركته في الاجتماع. ومعلوم ان ميلوشيفيتش وزوجته ميرا ماركوفيتش رئيسة حزب اليسار اليوغوسلافي الموحد كانا تواريا عن الأنظار ولزما منزلاً حكومياً في ضاحية "ديدنيا" الراقية جنوبي بلغراد، ورفضا الادلاء بأي تصريحات لوسائل الاعلام، واقتصرت لقاءاتهما على عدد محدود من قياديي حزبيهما. وأبلغ وزير التعليم الصربي السابق يوفو تودوروفيتش، والعضو في قيادة الحزب الاشتراكي، "الحياة" انه قدم رسالة الى الحزب، تناولت صعوبة اصلاحه "ما لم تجر تغييرات واسعة في قيادته وتحديد مسيرة جديدة له". وأكد انه "يعتبر نفسه مستقيلاً من الحزب الاشتراكي الصربي، اذا لم تتم مناقشة رسالته".