أعلنت التنظيمات السياسية والعسكرية التي كان يقودها زعيم الميليشيات الصربية "أركان" عن تعيين الجنرال بوريسلاف بريليف الملقب "بوراس" أي المقاتل خليفة له، فيما أكدت زوجة "اركان" المغنية "تسيتسا" أنها طالما نصحته في الفترة الأخيرة بالحذر وتحديد تحركاته. وأدلت "تسيتسا" للمرة الأولى أمس، بتصريح صحافي، أكدت فيه أنها شاهدت أربعة أشخاص شاركوا في اغتيال "أركان". ووصفتهم بأنهم "شباب ويرتدون ملابس تدل على أنهم رياضيون"، وقالت "إنهم صافحوه وتحدثوا معه قبل اطلاق النار عليه، ما يشير إلى أن لهم معرفة سابقة به". وانتقدت "تسيتسا" العاملين في فندق "انتركونتيننتال" لعدم اكتراثهم بما حدث "لأنهم لم يتصلوا حتى بالاسعاف". وأضافت: "أما دوريات الشرطة المرابطة حول الفندق فرفضت نقل أركان إلى المستشفى، بحجة أنها ينبغي أن تتلقى توجيهات من قيادتها في مثل هذه الحالات الخطرة، ما جعل شخصاً هماماً موجوداً في بهو الفندق يتبرع بنقله بسيارته". وأكدت أنها شعرت منذ فترة بخطر يهدده. وتولت هي وأصدقاؤه تقديم النصح له بالحذر في تنقلاته، "لكنه لم ينتبه لذلك بما فيه الكفاية، إذ كان يخجل من الظهور خائفاً". ويذكر ان الاسم الحقيقي ل"تسيتسا" هو سفيتلانا. أما لقبها فيعني "القطة الصغيرة". وهي مغنية اباحية وراقصة تعر شهيرة في منطقة البلقان. وأعلن أثناء تشييع "أركان" الذي كان يحمل رتبة عقيد في الاستخبارات الصربية، تعيين الجنرال في الجيش اليوغوسلافي سابقاً بوريسلاف بريليف بوراس - 50 عاماً خليفة له، في رئاسة حزب "الوحدة الصربية" و"وحدات النمور الصربية". وألقى "بوراس" الذي كان صديقاً حميماً ل"أركان"، كلمة أثناء دفنه، تعهد فيها بالسير على "نهج مآثر الراحل الذي قاتل بشجاعة في 20 منطقة في كرايينا الصربية، كما حرر مدناً كثيرة في البوسنة - الهرسك، وبينها بييلينا وبرتشكو شمال شرق وزفورنيك شرق، وبفضل هذه البطولات منحه رئيس جمهورية صرب البوسنة آنئذ رادوفان كاراجيتش ارفع وسام". ومعلوم ان المدن الثلاث شهدت أبشع جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي خلال الحرب البوسنية، وكانت إلى جانب "أركان" خلالها رئيسة صرب البوسنة السابقة بيليانا بلافيتش. وأشاد كل من فوك دراشكوفيتش رئيس حزب "حركة التجديد الصربية" وفويسلاف شيشيلي رئيس الحزب "الراديكالي الصربي" نائب رئيس الحكومة الصربية وايفيتسا داتشيتش الناطق باسم الحزب الاشتراكي الذي يتزعمه الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش، في تصريحات صحافية أمس ب"أركان"، ووصفوه بأنه "كان وطنياً صربياً صادقاً ووفياً لشعبه، بغض النظر عن الخلافات معه". واضطر وزير الإعلام اليوغوسلافي غوران ماتيتش من حزب اليسار الموحد الذي تتزعمه ميرا ماركوفيتش زوجة ميلوشيفيتش إلى نفي ما نقلته عنه بعض وسائل الإعلام، بأنه وصف أركان "المجرم". وذكرت صحيفة "بليتس" المستقلة أنها حصلت على معلومات من مصادر الشرطة عن اعتقال شخصين في بلغراد هما دراغان فويوفيتش وبرانكو ييفتوفيتش، لهما علاقة بالحادث.