تردد في بلغراد، مساء أول من أمس الجمعة، ان الرئيس المخلوع سلوبودان ميلوشيفيتش يشارك في اجتماع يعقده "الحزب الاشتراكي الصربي" الذي لا يزال يرأسه، في مقر له في ضاحية نوفي بلغراد، فهرع الصحافيون، وبينهم مراسل "الحياة" الى المكان، لكنهم منعوا من دخول المبنى، ولم يسمح لهم بالاقتراب من موقف السيارات، ورفض الحرس تأكيد أو نفي وجود ميلوشيفيتش، وكان الجواب موحداً "لا نعرف من يحضر الاجتماع". وأكد الرئيس اليوغوسلافي السابق بوريساف بوفيتش، الذي كان من مؤسسي "الحزب الاشتراكي الصربي" الى جانب ميلوشيفيتش عام 1991، ان تياراً قوياً يزداد عدداً في الحزب "يطالب باصلاح الحزب بصورة جذرية، بما في ذلك تغيير اسمه، ويشدد على ابعاد ميلوشيفيتش عنه، لأنه من دون ذلك فإن الاصلاح لا يمكن أن يتحقق". وأشار في تصريح الى الصحافيين الى انه لا يزال لميلوشيفيتش انصار ايضاً، بينهم ايفيتسا داتشيتش، الذي كان عينه ميلوشيفيتش رئيساً لتنظيم الحزب في بلغراد، ولهذا فإن نتيجة مؤتمر الحزب في 25 تشرين الثاني نوفمبر المقبل "ستكون اما ابعاد ميلوشيفيتش، أو انفصال التيار الاصلاحي وتشكيل حزب جديد". ووصف يوفيتش الرئيس ميلوشيفيتش، بأنه "أعمى سياسياً، وهذا ما جعله يتشبث بمناصبه الحكومية حتى أرغم ذليلاً على الاعتراف بهزيمته في الانتخابات". وأكد ان التيار المعارض لميلوشيفيتش يضم، اضافة اليه، مجموعة قوية بينهم: منظر الحزب ميخائيل ماركوفيتش ورئيس الاتحاد اليوغوسلافي السابق زوران ليليتش "ويطالب ايضاً بإنهاء تعاون الحزب مع "حزب اليسار اليوغوسلافي الموحد" برئاسة زوجة ميلوشيفيتش ميرا ماركوفيتش، سواء في المجالات السياسية أو الانتخابية". وعن ميرا ماركوفيتش، نفت الناطقة باسم "حزب اليسار اليوغوسلافي الموحد" دراغانا كوزمانوفيتش، في مؤتمر صحافي، حضرته "الحياة" ان تكون ماركوفيتش غادرت يوغوسلافيا. وقالت "التقيت بها في صربيا، وناقشنا وضع الحزب الراهن، وأكدت كوزمانوفيتش ان ميرا أبلغتها انها "مصممة على عدم الابتعاد عن السياسة، وانها ستبدأ من جديد، قريباً، قيادة حزب اليسار مباشرة". وفي الوقت ذاته، حصلت "الحياة" على معلومات عن حصول عائلة ميلوشيفيتش على مبالغ كبيرة من المؤسسات الحكومية، بينها، كما ذكر مصدر في بنك بلغراد "بيوبنك" الحكومي، أكثر من مليون دولار، قدمها الى مارية ابنة ميلوشيفيتش "مساعدة لها لتقوية بث محطة تلفزيون كوشافا الخاصة التي تملكها" اضافة الى أكثر من مليون ونصف المليون دولار استلمتها مارية من مؤسسة النفط الحكومية "يوغوبيترول". وأشار المصدر الى أن "بيوبنك" قدم ايضاً "منحاً" عدة بمبالغ لا تقل عن 200 ألف دولار الى ميرا ماركوفيتش "على أساس انها تدفعها الى مؤسسات اعلامية في موسكو تدافع عن يوغوسلافيا ضد وسائل اعلامية روسية مؤيدة للغرب". ومن جانبه، أكد ملاغان دينكيتش، وهو من زعماء الحركة الديموقراطية المعارضة سابقاً تلاعب نظام ميلوشيفيتش بالأموال العامة، وأشار في مؤتمر صحافي، الى تبذير واسع "من ضمنه، تسليم حوالى 450 ألف دولار من البنك المركزي اليوغوسلافي الى أعضاء اللجنة التي اشرفت على الانتخابات الأخيرة، ومن دون وجود أي وصولات باستلامها أو جوانب صرفها".