يمكنك قضاء أسبوع رائع بين معالم الصحراء الغربية ومدنها ومزاراتها وواحاتها في مصر، أسبوع لن تنساه أبداً. إن كنت من هواة الرحلات الصحراوية والمغامرات والطبيعة في أنقى صورها، إقرأ هذا الموضوع. تبدأ الرحلة بزيارة "وادي الحيتان" الواقع على بعد 80 كيلومتراً غرب الفيوم، وفيه مجموعات رائعة من الحفريات البحرية، حيث كانت مياه البحر تغمر هذا الوادي في العصر المطير، أي قبل نحو 35 مليون سنة! وشمال وادي الحيتان - على الطرق المؤدية للواحات البحرية - نرى صنوفاً من الأشجار المتحجرة المنتشرة في الأودية، ثم، في الواحات البحرية، نزور وادي المومياوات الذهبية ، حيث تنتشر مجموعة ضخمة من المقابر الفرعونية الجماعية لساكني الواحات قديماً. في تلك المنطقة يمكن الاقامة في فندق "عين بشمو" أو سفاري كامب وهو فندق ومخيم معاً، وفي صباح اليوم الثاني للرحلة نتجه الى منطقة تسمى "الجبال السوداء" جنوب الواحات البحرية، وهي محاطة - من جميع النواحي - بجبال ذات طبيعة خاصة، فهي تكتسي بالأحجار السوداء، ومنها ننطلق الى منطقة مغايرة تماماً، بل مناقضة، حيث "الصحراء البيضاء، تلك الصحراء التي تحاط بجبل من الكريستال النقي. ولك أن تتخيل تلك الليلة البديعة التي ستقضيها في الصحراء البيضاء، اذا كان القمر بدراً تماماً. في اليوم الثالث، نتجه الى الجنوب حيث واحات الفرافرة ومنها الى واحة الداخلة لمشاهدة مزار "المزوقة" وهو جبانة فرعونية قديمة، وعلى مسافة قريبة منها، يمكننا زيارة مدينة "القصْر" تلك التي ترجع الى العصور الاسلامية الاولى في مصر، ثم المبيت في فندق "القصر" أو "مبارز" في مدينة الداخلة. في اليوم الرابع زيارة الى أطراف "بحر الرمال"، ويمكننا تناول وجبة الغداء هناك لمشاهدة منطقة رائعة هي: "ابو بلاص" وهو جبل محاط بتل من البلاليص الرومانية سمي باسمها. وفي اليوم الخامس نزور "الهياكل الحمراء" التي تقع في هضبة الجلف الكبير، تلك الهياكل عبارة عن أشكال ذات أنماط متشابهة تكونت بتأثير الرياح وتحتاج الى خبرة ومهارات خاصة من السائقين لقفز غرود الرمال، كما يسمونها، عن طريق سيارات "فور باي فور". اما اليوم السادس فننحدر فيه من هضبة الجلف، جنوباً، للوصول الى "وادي العقبات"، ولشدة انحدار هذه الهضبة لا يمكن وقف السيارات أبداً، كما يتعين الاقتصار في السير على المناطق المحددة والمشار إليها باللافتات، لأن هذا الوادي مليء بالألغام منذ الحرب العالمية الثانية. أما اليوم السابع فأهم ما فيه، على الاطلاق، زيارة "وادي حورا" حيث الكهف الذي نقش الانسان الأول صور حياته على جدرانه. وأما اليوم الثامن فيتجه الزائر الى الجنوب ليصل الى الحدود المصرية مع ليبيا والسودان، حيث النصب التذكاري للأمير كمال الدين الرحالة المعروف، هناك يسجل الرحالة والمغامرون من كل بلاد الدنيا اسماءهم وتواريخ زياراتهم وبلادهم، وهي فرصة لا يمكن ان تفوتك للمغامرات والتذكارات. وفي اليوم التاسع نتجه شرقاً مروراً بمنطقة الاجراس وندور حول هضبة الجلف الكبير جنوب مدار السرطان والمبيت بجوار بعض الجبال في طريق العودة. وفي اليوم العاشر نشاهد منطقة كوكب الرمال - كما تسمى - وصولاً الى بئر صحراء وهي أولى النقاط التي نقابلها عند الحدود، ايذاناً بانتهاء الرحلة.