} اصبحت ناقلات الغاز الطبيعي المسال بسطحها المميز على هيئة ناقوس منظراً مألوفاً بشكل متزايد في اعالي البحار، ما يعكس ازدهار تجارة الغاز الطبيعي المسال في الاسواق العالمية. مدريد - رويترز - نما استهلاك الغاز في عام 1999 اكثر من 20 في المئة في كوريا والبرتغال وتركيا واكثر من عشرة في المئة في اسبانياوالصين والدول والواقعة اقصى جنوب القارة الاميركية الجنوبية، وفقاً لبيانات شركة "بي. بي اموكو". وزاد استهلاك الغاز في اليابان، التي تبتلع 28 في المئة من استهلاك الغاز في آسيا، بنسبة ثمانية في المئة. ولا يوجد حتى الان نقص في الطلب العالمي، الا ان معظم الانتاج الحالي والمستقبلي يأتي من اماكن اخرى في شمال افريقيا والشرق الاوسط وآسيا الوسطى والكاريبي وروسيا. ويستغرق مد خطوط الانابيب اعواماً واحياناً تمر في اراضي دول تحصل على حصة من الغاز بدلاً من ان تسدد ثمنه فيما يصعب مدها في مياه المحيطات العميقة. وتتوقع شركة توزيع الغاز في اسبانيا ان ينمو الطلب علي الغاز الطبيعي في البلاد بنسبة 118 في المئة خلال السنوات العشر المقبلة وان يكون معظم الزيادة في الطلب على الغاز الطبيعي المسال. وتفيد ارقام الشركة ان نسبة 35 بالمئة، من بين 3،16 مليون متر مكعب من الغاز استهلكتها اسبانيا، جاءت من الجزائر عن طريق خط انابيب المغرب و 13 في المئة من شبكة الغاز في شمال اوروبا. ولم تنتج اسبانيا سوى واحد في المئة مما استهلكته. اما باقي الغاز فجاء عن طريق الشحن البحري، اذ تتم اسالة الغاز الطبيعي ليصل حجمه الى جزء ضئيل من حجمه السابق وهو على هيئة غاز وتنقله السفن للموانىء حيث يتم اعادته لحالته الاولى. ويقول ديك دي جونغ مدير التجارة العالمية في قسم الغاز والطاقة في "رويال داتش/شل" ان "اسبانيا مستهلك تقليدي للغاز الطبيعي المسال. انها المحطة الاخيرة لخطوط الانابيب وستدفع دائماً اعلى سعر للغاز الذي تنقله الانابيب من شمال غرب اوروبا وروسيا". وتتكرر قصة اسبانيا في الصين، اذا يذهب نحو ثلاثة ارباع الانتاج العالمي من الغاز الطبيعي المسال لآسيا وبصفة خاصة كوريا واليابان. وتعتقد شركات مثل "شل" و"بي. بي أموكو" انه يمكنها توفير جزء كبير من طلب الصين على مدى عقود قبل تنفيذ مشروع خط انابيب يمتد عبر سيبيريا لا يزال في مرحلة التخطيط. وظهر الغاز الطبيعي المسال في الستينات كعملية مستحدثة لنقل الغاز غير المستغل في اسواق مثل الجزائر وبروناي. ومنذ ذلك الحين شهدت سوق الغاز الطبيعي المسال تذبذباً، اذ توافرت طاقة انتاج فائضة في السبعينات والثمانينات غير انها حققت نمواً هائلاً في الفترة الحالية اذ يصدر نحو 90 مليون طن سنوياً لتسع دول. وتفيد ارقام الصناعة غير الرسمية انه يوجد حالياً 128 سفينة لنقل الغاز الطبيعي المسال تعمل في جميع انحاء العالم وهناك 29 سفينة اخرى مطلوبة. وتتوقع شركة "هيونداي" للصناعات الثقيلة ان يرتفع عدد طلبات شراء هذه السفن الى 50 في بداية سنة 2002. والغاز الطبيعي المسال مثلة مثل الغاز الذي ينقل عن طريق الانابيب يحتاج الى اسعار ثابتة. ويكلف بناء وحدة تسييل الغاز نحو بليون دولار ويكلف بناء ثلاث سفن خاصة بنقل الغاز 500 مليون دولار. ويحتاج منفذ التسليم سواء في نقطة الاستخدام اوالضخ في شبكة الغاز 300 مليون دولار. ولهذا السبب عادة لا يبدأ تنفيذ المشروع الا بعد تغطية الاستثمار بعقد لبيع الانتاج لمدة عشرين سنة يربط الانتاج بسوق مضمونة. وقال دي جونغ: "حتى الان لم يتم الاستثمار في هذا المجال على سبيل المضاربة". غير انه اشار الى توافر ثقة كبيرة في مستقبل الصناعة حتى ان المشاريع تحصل حالياً على موافقات حتى قبل بيع الانتاج بالكامل. وتقول شركة "بي. بي اموكو" في تقرير احصائي عن سوق الطاقة في عام 2000: "الادلة تشير الى ان السوق العالمية للغاز الطبيعي المسال تتطور ببطء مع ظهور مشترين وامدادات جديدة. توسع السوق يسمح ببيع شحنات بشكل فوري واستغلال اكبر للطاقة الموجودة". وبدأت كلفة الانتاج تتراجع، اذ ينافس الغاز الطبيعي المسال حالياً الغاز الذي ينقل عن طريق الانابيب عندما تتجاوز مسافة الشحن الفي كيلومتر غير انه مع وجود امدادات ضخمة من الغاز تنقلها الانابيب في روسيا وتركمانستان وشمال افريقيا والاسكا فإن الغاز الطبيعي المسال لن يمثل ما يزيد على ما بين خمسة وعشرة في المئة من السوق.