بعد وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون إلى الحكم، بدأ السفراء العرب المعتمدون في مدريد بالتحرك للتعبير عن قلق بلدانهم ازاء التطورات الجديدة والمطالبة بإمكان تطوير الموقف الحالي للاتحاد الاوروبي من خلال اسبانيا التي ستدخل الترويكا الأوروبية في تموز يوليو المقبل لتتسلم رئاسة الاتحاد بداية السنة الجديدة. وكان أول هذه التحركات عشاء عمل مع وزير الخارجية الاسباني جوسيب بيكيه، أقامه عميد السلك الديبلوماسي العربي سفير فلسطين نبيل معروف وحضره جميع السفراء وستة من كبار مساعدي الوزير الاسباني. وعلمت "الحياة" أن السفراء العرب عبروا للوزير الاسباني عن شكرهم ل"الموقف السياسي الاسباني الداعم للقضايا العربية"، وأكدوا له "أن وصول شارون إلى الحكم يعني أن ثقافة السلام في إسرائيل ما زالت غير ناضجة، وان فرص السلام في المرحلة المقبلة تضاءلت وزادت بدلاً منها فرص استمرار التوتر". وانتقد السفراء من خلال الوثيقة التي قدموها للوزير بيكيه الموقف الأوروبي الذي انخفض مستوى دعمه للقضايا العربية. كما أثاروا أموراً عدة من بينها بشاعة الاعتداءات الإسرائيلية في فلسطين، وضرورة تدخل المجتمع الدولي لفك الحصار عن الفلسطينيين، واعتبروا تصريحات الوزير كولن باول بخصوص القدس انحيازاً كاملاً إلى إسرائيل، كما طالبوا أوروبا بموقف واضح في هذا الاتجاه. وتقول الوثيقة إن السلام العادل هو خيار استراتيجي للجانب العربي، وهو يعني التزام مرجعية مدريد ومعادلة الأرض في مقابل السلام وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وانهاء الاحتلال الإسرائيلي على الجبهات الفلسطينية والسورية واللبنانية. وأكد بيكيه للسفراء ان "اسبانيا مستعدة للقيام بدورها من أجل السلام في الشرق الأوسط والتعاون في مجال الأمن". وأوضح أن علاقات اسبانيا جيدة مع العالم العربي ومع إسرائيل على حد سواء، و"سنحاول أن نحافظ على المكاسب التي حصلت في كامب ديفيد وشرم الشيخ وطابا ووثيقة كلينتون... انها مكاسب موجودة، وحتى لو بدأنا من جديد في مفاوضات السلام ومن الصفر، وجب علينا أن نأخذها في الاعتبار كمكاسب موجودة ونبني عليها". وقال إنه سيلتقي الأسبوع المقبل نظيره الأميركي، واعتبر أن موقف واشنطن من عملية السلام سيكون أكثر شمولية وأقل اهتماماً بالتفاصيل، فبوش، برأيه، لن يتدخل على سبيل المثال في نقاش حول الحي الأرمني في القدس، ولهذا ستسمح الإدارة الجديدة لأوروبا بالتدخل أكثر من الماضي. وقال ان اسبانيا مستعدةللاتصال بالإسرائيليين لتطرح عليهم قناعتها بأن السلام الآمن هو السلام على حدود 1967، وهذا يعني تطبيق جميع قرارات الشرعية الدولية، بالإضافة إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة اقتصادياً وموصولة جغرافياً، تلبي التطلعات التاريخية للشعب الفلسطيني.