في وقت بدأ روبرت التمان، وهو في السبعين اليوم، تصوير أول مشاهد فيلمه الجديد "غاسفورد بارك" في اقتباس حر عن فيلم "قواعد اللعبة" الشهير للفرنسي جان رينوار، يقام في لندن عرض استرجاعي لبعض أهم الأفلام التي حققها هذا المتمرد على هوليوود، منذ بداياته في سبعينات القرن العشرين. وللمناسبة كرم معهد الفيلم البريطاني التمان "تتويجاً لمجمل أعماله" وهو تكريم علق عليه المحتفى به بقوله: انني شاكر لكم، ولكن إذا اعتقدتم انكم عبر مثل هذا التكريم تضعونني في المتحف، فأنتم مخطئون، فأنا ما زلت أعمل وسأظل أعمل، على رغم ضروب التكريم كلها. ما لفت النقاد الانكليز ان التمان، محقق بعض أقسى الأفلام التي انتقدت هوليوود وأفلامها وعالم الاستعراض والحياة في لوس انجليس ومن آخرها في التسعينات "اللاعب" و"مقطوعات قصيرة"، لا يزال يتحدث عن معركته مع هوليوود، بأسلوب "أكل الدهر عليه وشرب" غير منتبه، كما قال واحد من هؤلاء النقاد الى "ان هوليوود تغيرت، وتغيرت كثيراً، وبالتحديد تحت تأثير روبرت التمان وامثاله، من الذين تمردوا عليها وعلى قيمها البائدة". ولفت هذا الناقد، في احدى المجلات اللندنية المتخصصة، الى ان حواريي التمان، من أمثال تيم روبنز وبول توماس اندرسون وآلان رودولف، يعتبرون نجوماً في هوليوود اليوم، وان الكثيرين من المستقلين هم أسياد اللعبة اليوم. وقال هذا الناقد: ما يفوت التمان هو انه انتصر في معركته، ومنذ زمن بعيد. ولعل أسوأ أنواع الانتصار هو ذاك الذي لا يتنبه المنتصر اليه، ويظل يواصل معركته من أجل تحقيقه.