القائد الذي ألهمنا وأعاد لنا الثقة بأنفسنا    البرلمان الألماني يبحث الأربعاء تفشي الحمى القلاعية في البلاد    قوة نمو الوظائف الأمريكية تزيد الشكوك إزاء خفض الفائدة مجددا    أمريكا وبريطانيا توسعان عقوبات كاسحة على صناعة النفط الروسية    البيت الأبيض: بايدن سيوجّه خطابا وداعيا إلى الأمة الأربعاء    الإعاقة.. في عيون الوطن    ابعد عن الشر وغني له    أمين الطائف هدفنا بالأمانة الانتقال بالمشاركة المجتمعية للاحترافية    فريق جامعة الملك عبدالعزيز يتوّج بلقب بطولة كرة السلة للجامعات    "لوريل ريفر"، "سييرا ليون"، و"رومانتيك واريور" مرشحون لشرف الفوز بلقب السباق الأغلى في العالم    العروبة يتعاقد مع العراقي عدنان حمد لقيادة الفريق فنيّاً    هاو لم يفقد الأمل في بقاء دوبرافكا مع نيوكاسل    مهاجم الأهلي: قدمنا مباراة كبيرة واستحقينا الفوز على الشباب    رئيس مصر: بلادنا تعاني من حالة فقر مائي    ما بين الجمال والأذية.. العدار تزهر بألوانها الوردية    ضبط يمني في مكة لترويجه (11,968) قرصًا خاضعًا لتنظيم التداول الطبي    «الغذاء والدواء» تحذّر من منتج لحم بقري لتلوثه ببكتيريا اللستيريا    «سلمان للإغاثة» يوزّع 2.910 من السلال الغذائية والحقائب الصحية في حلب    لاعب الشباب يغيب عن مواجهة الأهلي لأسباب عائلية    بالشرقية .. جمعية الذوق العام تنظم مسيرة "اسلم وسلّم"    مجموعة stc تمكّن المكفوفين من عيش أجواء كرة القدم خلال بطولة كأس السوبر الإسباني    ملتقى الشعر السادس بجازان يختتم فعالياته ب 3 أمسيات شعرية    ارتفاع أسعار النفط وخام برنت يتجاوز 80 دولاراً    عبرت عن صدمتها.. حرائق كاليفورنيا تحطم قلب باريس هيلتون    «حرس الحدود» بعسير ينقذ طفلاً من الغرق أثناء ممارسة السباحة    الشيخ طلال خواجي يحتفل بزواج ابن أخيه النقيب عز    أنشيلوتي يبدي إعجابه بالجماهير.. ومدرب مايوركا يعترف: واجهنا فريقًا كبيرًا    جوزيف عون يرسم خارطة سياسية جديدة للبنان    مزايا جديدة للمستوردين والمصدرين في "المشغل الاقتصادي السعودي المعتمد"    خطيب المسجد النبوي: تجنبوا الأحاديث الموضوعة والبدع المتعلقة بشهر رجب    "الزكاة والضريبة والجمارك" تُحبط محاولتي تهريب أكثر من 6 كيلوجرام من "الشبو"    لإنهاء حرب أوكرانيا.. ترمب يكشف عن لقاء قريب مع بوتين    فن الكسل محاربة التقاليع وتذوق سائر الفنون    «عباقرة التوحد»..    محافظ الطائف يستأنف جولاته ل«السيل والعطيف» ويطّلع على «التنموي والميقات»    «سلام» يُخرّج الدفعة السابعة لتأهيل القيادات الشابة للتواصل العالمي    الصداع مؤشر لحالات مرضية متعددة    5 طرق سهلة لحرق دهون البطن في الشتاء    ماذا بعد دورة الخليج؟    الحمار في السياسة والرياضة؟!    وزارة الثقافة تُطلق مسابقة «عدسة وحرفة»    كُن مرشدَ نفسك    سوريا بعد الحرب: سبع خطوات نحو السلام والاستقرار    أسرار الجهاز الهضمي    المقدس البشري    الرياض تستضيف الاجتماع الوزاري الدولي الرابع للوزراء المعنيين بشؤون التعدين    جانب مظلم للعمل الرقمي يربط الموظف بعمله باستمرار    الألعاب الشعبية.. تراث بنكهة الألفة والترفيه    أفضل الوجبات الصحية في 2025    مركز إكثار وصون النمر العربي في العُلا يحصل على اعتماد دولي    مغادرة الطائرة الإغاثية السعودية ال8 لمساعدة الشعب السوري    إطلاق كائنات مهددة بالانقراض في محمية الإمام تركي بن عبدالله    نائب أمير تبوك يطلع على مؤشرات أداء الخدمات الصحية    أمير القصيم يتسلم التقرير الختامي لفعالية "أطايب الرس"    ولي العهد عنوان المجد    أمير المدينة يرعى المسابقة القرآنية    عناية الدولة السعودية واهتمامها بالكِتاب والسُّنَّة    مجموعة (لمسة وفاء) تزور بدر العباسي للإطمئنان عليه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



استعراض لتيارات وأفلام 1999 : السينما العربية خطوات حائرة ... الأوروبية موجودة والأميركية سائدة
نشر في الحياة يوم 31 - 12 - 1999


لم يكن العام 2000 عاماً بلا أمل.
عربياً كانت هناك المثابرة الضرورية لتقديم سينمات تحاول تجاوز المحن الاقتصادية والاجتماعية كما النظم الادارية التي تمنع ولادتها او تحد منها. وعالمياً، امتلأت شاشات السينما لا بالأفلام الجيدة فقط، بل بالجمهور اللازم لها. طبعاً سيبقى ان الفيلم التجاري له جمهور اكبر حجماً من جمهور الفيلم الفني، لكن ظاهرة النجاح الكبير الذي حققه في العام الأسبق 1998، "شكسبير عاشقاً"، استمرت ولو موزعة على عدد اكبر من الأفلام. في المقابل حظيت الأفلام التجارية بنسبة ملحوظة من الاخفاقات.
موجز عربي
على تعثراتها، فان السينما اللبنانية موجودة: فيلمان في العام في بلد ليست فيه البنية التحتية الضرورية ليس شأناً قليلاً. صحيح اننا في العام 1999 افتقدنا الفيلم اللبناني الذي يصل الى العالم كما كان الحال مع فيلم زياد الدويري "بيروت الغربية"، لكن هناك مخرجين وجد قليل منهم طريقه الى الفيلم الروائي الطويل، المواهب الأكيدة موجودة ايضاً في نطاق الفيلم القصير: فؤاد علوان، ميشيل كمّون، رنا علم الدين، مهى حداد، نادين لبكي، دانييل عربيد وغيرهم.
العام اللبناني اطلق فيلمين هما "متحضرات" لرندة شهال صباغ: محاولة لقراءة خاصة لفترة الحرب الأهلية اللبنانية و"البيت الوردي" لجوانا حجي توما وخليل جريج: كوميديا ساخرة عن وضع ما بعد الحرب مباشرة وما طرحه من مستحدثات لها علاقة بالجذور او قلعها. البقاء او الرحيل. المكوث او الهجرة المتجددة.
في سورية، لم يعرض جديد في العام الراحل، بل استمر استخدام الفيلمين اللذين انطلقا معاً مع نهاية العام 1998 وهما "تراب الغرباء" لسمير ذكرى و"نسيم الروح" لعبداللطيف عبدالحميد. وهم اشتركا في مهرجان القاهرة في ذلك العام، ثم جالا من هناك بضعة مهرجانات اخرى معظمها اقليمي. وعندما حل موعد اقامة مهرجان دمشق السينمائي… لم يكن هناك غير هذين الفيلمين من الانتاجات الرسمية ايضاً، فتم عرضهما.
فلسطينياً، هجمة منتصف التسعينات التي تبلورت عن بضعة اسماء جديدة من بينها رشيد مشهراوي وايليا سليمان لم تنتج عملاً ما في 1999، لكن ايليا سليمان استمر يثير نقاشاً حاداً بعدما اخذ البعض يعتبره كما لو كان مسؤولاً عن النكبة الفلسطينية بكاملها لأن فيلمه "سجل الذاكرة" انتاج 1997 موّل من قبل صندوق دعم اسرائيلي… هذا ترك سؤالاً لم يجب عليه احد حول كيف كانت الصورة ستتغير للأحسن بالنسبة لإيليا سليمان وللكثير من المخرجين العرب لو كان هناك صندوق دعم عرب في المقابل؟
في تونس أنجز المخرج محمود بن محمود "قيلولة الرمان" من انتاج حسن دلدول لكن الحدث الذي قد يتبلور على انه الأهم عودة المخرج المبتعد والمنسي ناصر قطاري. قبل نحو عشرين سنة اطلق هذا المخرج اول فيلم عن المهاجرين العرب في فرنسا تحت عنوان "السفراء" الذي نال عنه تصفيقاً نقدياً عربياً وأوروبياً حاداً. لكن "السفراء" بقي آخر عمل روائي له ايضاً الى ان دخل التصوير في العام الماضي بفيلم جديد. الاخبار التي وردت مؤخراً تفيد بأنه وصل الى مرحلة التوليف المونتاج لكن بلا ميزانية اذ استهلكها تصوير الفيلم كلها. على ذلك، عاجلاً ام آجلاً في العام المقبل، سينتهي الفيلم وسنرى عودة القطاري التي نتوقع ان تكون حميدة.
وبينما لم تنتج السينما المغربية فيلماً مميزاً لها هذا العام، ولا تزال السينما الجزائرية حبيسة الوضع الراهن، فان الدولة المنتجة الوحيدة الباقية هي مصر وهي ليست فقط منتجة اسوة بغيرها بل لا تزال، تبعاً لماضيها العريق، الدولة العربية الاكثر انتاجاً. في العام 1999 خرجت افلام كوميدية جديدة لعلاء ولي الدين ومحمد الهنيدي وعادل امام والجميع يتحدث عن حجم المنافسة القائمة بين الكوميديين الجدد والقدامى، انما من دون ان يتحدث احد عن قتل الكوميديا في الصميم بأعمال الجدد والقدامى على حد سواء.
والنجاح لهذه الافلام ولأعمال تقليدية اخرى من نادية الجندي وفيفي عبده! لم ينعكس على كل السينما المصرية فهي لا تزال تعمل بحدود العشرين فيلماً في العام، اي بنحو ربع ما كانت تنتجه في فتراتها الذهبية.
هذا لم يمنع بالطبع من خروج عدة اعمال مختلفة عن السائد على الرغم من الأزمة، بل بسببها اساساً: "جنة الشياطين" لأسامة فوزي، "المدينة" ليسري نصرالله، "الأبواب المغلقة" لعاطف حتاتة و"أرض الخوف" لداوود عبدالسيد. وكان الزميل ابراهيم العريس كتب باطلاع عن وضع السينما المصرية الحالي بتاريخ 3/12/1999 ملاحظاً ان هذه السينما اكثر حيوية وحضوراً، ولو على نحو مؤقت. في الواقع هي الاكثر لفتاً للأنظار لأنها تحمل آمال وأحلام كل الذين اعتبروا السينما ملاذاً لصوتهم وصوت الشارع في مقابل صوت السلطة الذي تتولاه المحطات التلفزيونية الرسمية عادة.
اخيراً، وعلى جبهة قائمة بحالها في السينما المختلفة، اقدم يوسف شاهين على تقديم فيلمه الجديد "الآخر" الذي حصد اراء متناقضة ربما كانت اكثر تناقضاً من اي فيلم حققه في السنوات العشر الاخيرة. الفيلم، في رأي هذا الناقد على الأقل، ليس في مستوى اي من تلك الافلام التي حققها شاهين حتى قبل العقد الاخير، وأشبه بعمل أراد اصابة اهداف عدة اصابة دقيقة… وهو اصابها فعلاً، على نحو او آخر، لكن اصابات طائشة.
الاميركية حال نجاح
عالمياً تختلف الصورة من موقع الى آخر اختلافاً شديداً باستثناء حقيقة ان هناك دولاً اكثر من السابق تنتج افلاماً وأفلاماً اكثر من السابق تسترعي الاهتمام، وان هناك جمهوراً اكثر من السابق يذهب لمشاهدة الافلام في صالات السينما.
ومع ان معظم المشاهدين يذهبون في اوروبا واميركا اللاتينية، وبل في دول عربية عدة لمشاهدة الفيلم الاميركي أساساً، الا ان هناك رسالة مهمة يتولون ايصالها الى الألفية المقبلة: صالات السينما لا تزال الوحيدة المؤهلة للمشاهدة والاختيار الاول بين كل وسائل العروض المتوفرة او تلك التي تتحدث عنها الأوساط كاحتمالات قريبة البث مباشرة في البيوت، تلفزيونياً او على الكومبيوتر، الخ….
مصدر في وورنر أبلغ "الحياة" ان نسبة الاقبال على الافلام ارتفع في القاهرة ومنطقة الخليج اكثر من ثلاثة اضعاف في العامين الاخيرين. بدراسة اسعار الافلام المشتراة في المنطقة العربية يتبين ان هذه الزيادة حاسمة: لقد ارتفع سعر الفيلم الاميركي من 5 آلاف الى عشرة آلاف دولار في مطلع التسعينات، الى معدل يتراوح بين الخمسين الف و100 ألف دولار عن الفيلم الواحد.
والسينما الاميركية اذ تعيش نجاحاً عالمياً لم تعرفه من قبل، تتابع اشارات بعضها لا يخلو من التناقض حول تيارات وظواهر تدعو للنقاش.
على سبيل المثال، هذا العام، اكثر من الأعوام السابقة، سقطت افلام كان من المفترض بها ان تحقق نجاحاً كبيراً، ونجحت اخرى مفاجئة.
نجح مثلاً "الحاسة السادسة" الذي انتجته ديزني بتردد وفقط من بعد ان تدخل التونسي طارق بن عمّار متحملاً، عبر شركته الاوروبية، نصف الميزانية 70 مليون دولار. ونجح "مشروع بلير ويتش" الذي هو ارخص فيلم حقق نجاحاً هذا العام اذ لم تزد ميزانيته عن 50 ألف دولار لكنه جمع 140 مليون دولار ولا يزال معروضاً في اوروبا بنجاح ملحوظ.
في المقابل سقط "رسالة في زجاجة" و"من اجل حب اللعبة" وكلاهما من بطولة كيفن كوستنر وسقط "نادي القتال" من بطولة براد بت و"قلوب طائشة" مع هاريسون فورد وكلهم نجوم يتقاضى الواحد منهم 20 مليون دولار قبل ان يوقع على عقده. ويبدو فيلم آرنولد شوارتزنيغر الجديد "نهاية الأيام" آيل الى المصير نفسه خصوصاً مع اخفاق هوليوود في وضع حد لارتفاع التكاليف كلما استعانت بعنصر مكلف تحيطه بعنصر مكلف آخر هو المؤثرات الخاصة.
جوليا روبرتس هي النجمة الاولى هذا العام بنجاح ساحق لفيلميها "العروس الهاربة" و"نوتينغ هيل". الاول حقق 152 مليون دولار في اميركا و124 مليوناً حول العالم، والثاني جمع نحو 116 مليوناً في اميركا و100 مليون دولار حول العالم ولا يزال معروضاً. والفيلم الاميركي الاول بالنسبة للايرادات هو العودة المرضية تجارياً والفقيرة فنياً لجورج لوكاس عبر فيلمه "ستار وورز: التهديد الخفي" الذي حصد اكثر من 900 مليون دولار من اميركا وحول العالم. "ماتريكس" مع كيانو ريفز و"المومياء" مع براندون فريزر و"خطورة مزدوجة" مع تومي لي جونز وآشلي جاد هي افلام اخرى حققت نجاحات طيبة في معظم الأسواق التي عرضت فيها.
تيارات متشعبة
تيارات العام كانت متشعبة، وعلى الرغم من نجاح "ستار وورز" الكبير، الا انه لم يصل، نقدياً وكظاهرة، الى حالة الفيلم - الحدث الذي كان لفيلم "تايتانيك" قبل ثلاث سنوات. الفيلم الذي يمكن ان تطلق عليه مثل هذه الصفة عمل آخر لم يجلب نجاحاً تجارياً فائقاً هو "عينان مغمضتان بإتساع" للاميركي ستانلي كوبريك الذي توفي في الثالث من اذار مارس مباشرة بعد انتهائه من توليف الفيلم كما لو كان موته فقرة اخرى خطط لها كما اعتاد التخطيط الدقيق في كل حياته ومشاريعه.
المخرج القديم الآخر روبرت ألتمن حقق كوميديا جميلة مرت بهدوء شديد بعنوان "ثروة كوكي" تتميز بانسيابها الجيد وبأداء مجموعة ممثليها: تشارلز س. داتون، باتريشيا نيل، غلن كلوز، حتى ليف تايلر التي كانت تستخدم لجمالها، عكست موهبة أخاذة في هذا الفيلم.
"ثروة كوكي" كان فيلماً مستقل الانتاج وألتمن حقق العديد من هذه الافلام في تاريخه الذي يعود لأواخر الستينات، كذلك الحال مع جون سايلس الذي قدم "ليمبو" كواحد من اغرب سيناريوهات هذا العام. لكن حتى السينما المنتجة من قبل المؤسسات الكبيرة غامرت هذا العام بطروحات غير تقليدية وبأساليب سرد كانت هوليوود، كمؤسسة انتاجية تجارية واحدة، تتجنبها من قبل.
نتحدث هنا عن "جمال اميركي" لسام منديز، "ثلاثة ملوك" لديفيد او راسل، "رماد أنجيلا" لآلان باركر، "الدخيل" لمايكل مان، "إعصار" لنورمان جويسون ربما افضل افلامه الى اليوم، "نهاية العلاقة" لنيل جوردان، "نادي العراك" لديفيز فينشر و"الميل الاخضر" لفرانك دارابونت و"ماغنوليا" لبول توماس أندرسون، من بين افلام اخرى.
وأحد الظواهر المهمة التي لم تتوقف عن النشاط، سينما الرعب… انما مع مفارقة جديدة. معظم ما انتجته هوليوود من هذه الافلام سقط، الفيلم المستقل الوحيد الذي عرفناه من خارجها حقق نجاحاً نادراً. هذا الفيلم هو "مشروع بلير ويتش" ومعظم الاقبال عليه انطلق مما اشيع من حوله على انه اكثر افلام الرعب واقعية: استخدام لفيلم خلفه فريق تصوير تعرض للقتل في غابة مسحورة. الفيلم الذي تكلف اقل من 50 ألف دولار جمع بسرعة نحو 140 مليون دولار عالمياً. هذا ما جعل هوليوود تتساءل ربما عن جدوى صرف 50 و80 مليون دولار على افلام رعب لا تحقق الا سعر التكلفة من بينها "البيت المسكون" و"البيت على الهضبة المسكونة" و"البحر الأزرق العميق" و"في الحلم" وبعض هذه الافلام جمع مواهب معروفة وأكيدة في التمثيل اختارت ان تشترك في اعمال اقل مستوى مما تؤديه عادة من بينها صامويل جاكسون وايدن كوين وليام نيسون وجيفري راش.
المخرج المخضرم الآخر سيدني لوميت عاد بفيلم بوليسي فاشل هو "غلوريا"… ذات القصة التي حقق منها جون كازافيتس فيلمه الرائع في السبعينات. فيلم لوميت كان رديئاً بامتياز والبطولة فيه لشارون ستون التي انحسر عنها الاهتمام الجماهيري هذا العام رغم تعدد ظهورها: الى جانب "غلوريا" كانت في "الملهمة" لألبرت بروكس، "سيمباتيكو" لماثير ووركوس. هذا الاخير فيلم بوليسي أسود جديد افضل بدرجات من "8 مم"، البوليسي الذي حققه جويل شوماكر من بطولة خاسرة لنكولاس كايج. وكايج هو في الفيلم الأخير لمارتن سكورسيزي "احضار الميت" ومارتن سكورسيزي صنع فيلماً تسجيلياً الى جانب "احضار الميت" هو "الدولشي سينما" السينما اللذيذة ختم به دورة مهرجان فانيسيا هذا العام.
رحلات في الأرض والبال
ميريل ستريب لعبت دور استاذة في فيلم "موسيقى من القلب" فيلم لا بأس به اخراجاً وتمثيلاً، لكنه سريع الذوبان بلا اثر كبير، خصوصاً اذا ما شاهد المرء فيلمين آخرين يتحدثان عن استاذين آخرين: الفيلم الفرنسي "كل شيء يبدأ اليوم" الذي يلقي فيه المخرج برتران ترفنييه نظرة دقيقة ناقدة على الوضع الاقتصادي والاجتماعي في المدن الفرنسية الصغيرة الذي ولّد وضعاً تعليمياً متأخراً على صعيد تأمين متطلبات الأساتذة والتلاميذ معاً، والفيلم الصيني "لا احد ينقص" لزانغ ييمو الذي يقدم قصة واقعية بأسلوب تسجيلي مع ممثلين غير محترفين تتحدث عن معلمة ريفية تنزل المدينة الكبيرة باحثة عن ذلك التلميذ الصغير الذي ضاع فيها. اسلوب متحرر من تقليد الحكاية وكاميرا يمكن ان نتعلم من بساطتها الكثير.
وكالعادة كانت هناك عدة افلام رحلات: ديفيد لينش خرج عن نطاق السينما المعقدة التي أدمن عليها ليقدم فيلماً في غاية البساطة هو "قصة ستريت": رتشارد فارنسوورث في دور عجوز يقطع مئات الأميال بين ولاية واخرى ليزور شقيقه العجوز ايضاً انما على جرارة زراعية بطيئة وصغيرة هي كل الاختيار المتاح له.
ومن ايران فيلم بحث آخر هذه المرة من عباس كيورستامي في "الرياح ستحملنا". هذا الفيلم عرض في فانيسيا وتورنتو بنجاح نقدي كبير، لكن افضل منه ايرانياً هو فيلم ماجد ماجدي "لون الفردوس": قصة صبي اعمى ووالده الذي يريد ان يتزوج مجدداً وبالتالي التخلص من مسؤولية العناء بإبنه، والجدة التي تواجه ابنها في هذه المحاولة الأنانية. هذا الفيلم فاز بالجائزة الاولى لمهرجان مونتريال في 1999.
الممثل تيم روث حقق فيلمه الاول مخرجاً بعنوان "منطقة حرب" يسرد فيها حكاية قاتمة حول علاقات شاذة في محيط الأسرة الواحدة. لكن دوره ممثلاً فقط في "اسطورة 1900" يبز جهده الاخراجي في الفيلم السابق: قصة طفل ولد في اليوم الاول من العام 1900 ووجد لقيطاً فسمي ب1900. ينمو ويعيش ويعمل على ظهر الباخرة ذاتها منذ ولادته لعدم وجود اوراق رسمية لديه. المخرج هو جوزيبي تورنتاتوري الذي سبق له وحصل على اوسكار افضل فيلم عن "سينما با راديزو".
المحرجة البولندية الاصل أنييسكا هولاند حققت فيلماً اميركياً آخر هو "المعجزة الثالثة" من بطولة اد هاريس وانطوني مانغيلا الذي حقق سابقاً "المريض الانكليزي" عاد بفيلم جديد هو "السيد ريبلي الموهوب" عن رواية بوليسية لباتريشيا هايسميث وبطولة مات دامون. وعودة اخرى انما لستيفن هيكس الذي سبق واخرج "تألق". هذه المرة في جو من الدراما المبلدة بأجواء الاربعينات عبر فيلم "الثلج يهبط على الأرز". اما عودة رومان بولانسكي بعد غياب خمس سنوات عن العمل في اطار فيلم بعنوان "الدور التاسع" فلم تشغل بال النقاد والجهور كثيراً.
وعلى ذكر الارقام عدد كبير من الافلام حملت ارقاماً في العناوين، لجانب "المعجزة الثالثة" و"الدور التاسع" كان هناك "الحاسة السادسة" نجاح فريد لمخرج هندي الأصل هو م. شيامالان و"8 مم" و"المحارب الثالث عشر"، و"السعادة السادسة" بريطاني للمهاجر واريس حسين، "ستة طرق ليوم الأحد"، و"الدور الثالث عشر" وهو مبدأياً غير الدور الذي يتحدث عنه بولانسكي في فيلمه.
الكوميديات متعددة لكن الرائج منها اسوأها: كما "عبود على الحدود" و"همام في امستردام" حقق "اميركان باي" و"اوستن باورز 2" و"بيغ دادي" دولارات كثيرة على حساب الكوميديا والذوق السليم.
لكن هناك ثلاثة افلام كوميدية جيدة بايرادات محدودة هي "دك" و"انتخابات" و"سياسة مكتب"… هذه على ذكاء محتوياتها تطلبت عينين مفتوحتين بإتساع لمشاهدتها قبل اختفائها.
العشرون الأولى
عالمياً من دون ترتيب
1 - "كل شيء يبدأ اليوم" - برتران تفرنييه فرنسي.
2 - "لا واحد ناقص" - زانغ ييمو صيني.
3 - "مولوك" - ألكسندر زخاروف روسي/ فرنسي.
4 - "جنة الشياطين" - أسامة فوزي مصري.
5 - "البري" - ماكوتو تزكا ياباني.
6 - "لون الفردوس" - ماجد ماجيدي ايراني.
7 - "الفتاة التي على الجسر" - باتريس ليكونت فرنسا.
8 - "اسطورة العام 1900" جوزيبي تورنتاتوري ايطاليا.
9 - "لون الأكاذيب" - كلود شابرول فرنسا.
10 - "لا احد يكتب للكولونيل" - أرتورو روبستين مكسيكي.
الأفلام الاميركية
1 - "عينان مغلقتان بإتساع" - ستانلي كوبريك
2 - "إعصار" - نورمان جويسون
3 - "قصة ستريت" - ديفيد لينش
4 - "ثلاثة ملوك" ديفيد او راسل
5 - "صبي وينزلو" - ديفيد ماميت
6 - "الزوج المثالي" - اوليفر باركر
7 - "ثروة كوكي" - روبرت التمن
8 - "المهد سيهتز" - تيم روبنز.
9 - "الدخيل" - مايكل مان
10 - "السيد ريبلي الموهوب" - انطوني منغيلا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.