أكد رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود "أن على إسرائيل أن تقتنع بمتطلبات السلام وتؤديها خصوصاً بعدما استهلكت أربعة رؤساء حكومات، أحدهم قضى اغتيالاً والثلاثة الآخرون سقوطاً، ما يعني أنها في مأزق متواصل نتيجة التهرب من موجبات السلام". وأضاف "أن اصحاب الحقوق، فلسطينيين كانوا أم لبنانيين أو سوريين وعرباً، لن يرضوا بالنهج المعتمد وبالتالي فعلى إسرائيل أن تتحمل تبعات سلوكها على المستويات الداخلية والخارجية ما دامت ترفض التطبيق الحرفي للقرارات الدولية". وكان لحود أكد للموفد الأوروبي لعملية السلام ميغل انخل موراتينوس، ثوابت الموقف اللبناني المتعلقة بمعالجة الوضع في الجنوب. وقال "إن السلام العادل والشامل المبني على انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة وإقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني هو السبيل الوحيد لحل أزمة الشرق الأوسط وتحقيق الاستقرار فيها". وتمنى على موراتينوس "ضرورة تكثيف المجموعة الأوروبية مساعداتها المقررة للجنوب والمناطق اللبنانية الأخرى". وأكد "أن كل ما يمكن عمله لتسهيل إعادة إعمار جنوبلبنان سيكون مرحباً به، وكل المساعدات الاقتصادية والمالية من الاتحاد الأوروبي يحتاج إليها لبنان خصوصاً بعد 17 عاماً من الحرب والاحتلال". وتبلغ منه قرب بت المساعدات الأوروبية، فشكر له جهده، خصوصاً لجهة عدم ربط هذه المساعدات بأي شرط مسبق. وأوضح موراتينوس الذي يزور بيروت بعد محطة له في دمشق أن البحث مع لحود تطرق الى الوضع الاقتصادي في لبنان ومستقبل عملية السلام. واعتبر "أن هناك فرصة كبيرة الآن وحتى أيار المقبل في إشارة الى موعد الانتخابات الإسرائيلية للتوصل الى اتفاق نهائي على كل المسارات"، داعياً الأطراف الى "استغلال هذه الفرصة لتعزيز الثقة في ما بينهم". وأكد "الحاجة الى الهدوء والاستقرار والأمن في كل الأراضي اللبنانية خصوصاً في الجنوب"، لافتاً الى أن الاتحاد الأوروبي "باشر العمل ميدانياً في البرامج والمشاريع المخصصة لجنوبلبنان"، وقائلاً إنه سينقل ملاحظات لحود الى القادة الأوروبيين ومؤسسات الاتحاد. وأكدّ رئيس الحكومة رفيق الحريري لموراتينوس "أن لبنان يريد السلام العادل والشامل في المنطقة كما يريد الاستقرار، لكن فرص السلام مهددة اليوم بسبب المواقف المتعنّتة للحكومة الإسرائيلية". واعتبر "أن الوضع في جنوبلبنان لا يزال هشاً بسبب استمرار احتلال إسرائيل مزارع شبعا اللبنانية، واستمرار استفزازاتها اليومية"، مشيراً الى "أن الضمان الوحيد لاستقرار الوضع في الجنوب يكون عبر التوصل الى اتفاق سلام بين لبنان وسورية وإسرائيل، لا عبر اتخاذ خطوات تريح إسرائيل بينما تبقي المنطقة في وضع توتر مستمر". وكشف موراتينوس ان الحريري "قدم إلينا ضمانات بأن تحافظ المنطقة على وضع آمن ومستقر". وأعرب عن اعتقاده "أن كل الأطراف يعملون للحؤول دون وقوع اشتباكات قد تنعكس سلباً على الأهالي وتعيق النمو الاقتصادي والاجتماعي في جنوبلبنان". وشدد على "ضرورة الحفاظ على قوات الطوارئ الدولية في الجنوب كما هي لكننا نرغب أيضاً في نشر الجيش اللبناني في أسرع وقت ممكن على كل الأراضي اللبنانية". واعتبر "أن قضية مزارع شبعا المحتلة تحتاج الى معالجة سياسية وديبلوماسية"، مؤكداً "أن المفاوضات كفيلة بحل كل المشكلات". وإذ أكد تفهمه لأسباب غياب لبنان عن اجتماعات مرسيليا، شدد على "دوره الريادي في تحريك المسيرة الأوروبية المتوسطية". ونقل الى الحريري اهتمام الاتحاد الأوروبي وتنويهه بالإجراءات الاقتصادية لحكومته "التي من شأنها تسهيل المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي ولبنان". وبعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري لفت موراتينوس الى المساعي التي سيقوم بها لدى السلطات الإسرائيلية لحل قضية المعتقلين اللبنانيين في سجونها، رافضاً الكشف عن تفاصيل هذه المساعي. وقال "لدى بري نية لزيارة البرلمان الأوروبي. وأشار الى أن البحث تناول وضع الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى "حزب الله" "وأبلغني أن لا معلومات محددة لديه لكن الجميع يعمل من أجل ايجاد حلول. وأن هناك مداولات من المستحسن إبقاؤها طي الكتمان". واجتمع موراتينوس مع وزير الخارجية محمود حمود الذي أثار معه الخروق الجوية الإسرائيلية وقضية المعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية وحق العودة للاجئين الفلسطينيين، مشدداً على عدم الربط بين قضية المعتقلين والإسرائيليين الأسرى.