تستعد سلطنة عُمان لتنظيم ملتقى سياحي في منطقة رأس الحد، في الشمال العماني، على أن يبدأ الملتقى في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، ليستمر عشرة أيام وسط فاعليات تم الإعداد لها مبكراً. وأقيمت لهذا الغرض 150 خيمة مجهزة بالمرافق الصحية كافة، والمسابح والمطاعم التي ستقدم وجبات عمانية وعالمية، واختيرت لنصب هذا المخيم منطقة محاذية لموقع فاعليات المهرجان المشتملة على أنشطة التزلج على الرمال، والألعاب المائية والرحلات البحرية. ويقول المنظمون إن الملتقى سيكون متنوعاً باشتماله على مسابقات وجوانب تراثية تمتاز بها عُمان. وسيعزز هذا التميز الموقع نفسه الذي سيكسب الفاعليات بهاء ورونقاً لما تمتاز به منطقة رأس الحد من تشكيلات صخرية تمتد على شاطئ البحر، وأيضا وجودها كمحمية طبيعية للسلاحف التي تتكاثر في هذه المنطقة وتضع بيوضها في الليالي القمرية. والجدير بالذكر أن في هذه المنطقة نوعاً يسمى السلاحف الخضراء، وهي سلاحف نادرة إضافة إلى أنها المنطقة الأولى في الوطن العربي التي تشرق عليها الشمس بأشعتها كل صباح. وتنتشر في منطقة رأس الحد مواقع أثرية قديمة، يعود تاريخها إلى الألف الرابع عشر والألف الثالث عشر قبل الميلاد. ومن أهم مواقعها رأس الجينز الأثري، وبها أيضاً عدد من الخيران التي تعد ملاذاً آمناً للبحارة والطيور وتجمعات المرجان واشجار القرم. وتهدف عمان، من إقامة هذا الملتقى، إلى تعريف السياح العمانيين والعرب والأوروبيين بمقومات هذه المنطقة، للتعريف بها بيئياً والتعريف بها أيضاً، على صعيد الاستثمار السياحي، من خلال دعوة عدد من رجال الأعمال من داخل عمان وخارجها للاطلاع على ما تزخر به البلاد من مقومات جمالية وطبيعية تصلح مجالاً لمشاريع التطوير السياحي. استراتيجية ترويج متكاملة ولهذا الغرض اختارت سلطنة عمان شركة متخصصة في أوروبا، مقرها جنيف، وقعت معها اتفاقاً واسعاً متعدد الفصول لترويج السياحة العمانية وتسويقها في دول الاتحاد الاوروبى. وتسعى الحكومة العمانية، علاوة على هذه الحملة المدروسة، الى ايجاد مكتب معني بالترويج السياحى للسلطنة في قلب جنيف، على أن يستهدف الشركات السياحية وشركات الطيران المعنية التي تقوم بتسيير رحلات الطيران السياحي العارض تشارتر. ويتضمن الاتفاق المبرم مع الشركة السويسرية اعتماد خطة محددة تقوم الشركة بموجبها بالاتصال بشركات الطيران لتعريفها بطبيعة سوق السلطنة كوجهة سياحية تبرر حركة الاقبال الدولي عليها، وما تزخر به من موارد جمالية جذابة، وتسيير رحلات سياحية اليها. وتسعى السلطنة للاستفادة من خطتها الجديدة هذه، لتوظيفها في اطار استراتيجية أوسع هدفها العمل على جذب افواج سياحية من دول أوروبا سواء كانوا من الأفراد او مجموعات سياحية قادمة في رحلات منظمة، واستقطاب الشركات السياحية الاوروبية. كما سيتيح الاتفاق تعزيز حضور السلطنة في المعارض السياحية الدولية المتخصصة. ويتعين على الشركة، بموجب الاتفاق، وقبل مشاركة السلطنة في المعارض السياحية الاوروبية، بذل جهد مسبق، للاتصال بالشركات المحلية في الدولة المنظمة للمعرض وكذلك شركات الدول الاخرى المشاركة في المعرض لحثها على زيارة جناح السلطنة والاجتماع بالقائمين عليه ومندوبي الشركات العمانية السياحية المشاركة. وينص الاتفاق على قيام الشركة بالترويج للمقومات السياحية للسلطنة في الأسواق الرئيسية المورّدة للسياح في أوروبا وهي: بريطانيا والمانيا وفرنسا وايطاليا والنمسا وسويسرا واسبانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ والدول الاسكندنافيه. ويقولون المسؤولون عن الشأن السياحي في مسقط إن الشركة السويسرية ستُعنى بتقديم المعلومات المتعلقة بالسياحة في السلطنة، الى جانب المعلومات المتعلقة بالشركات والفنادق ووكالات السفر والسياحة العاملة في السلطنة، واهم الفاعليات والمهرجانات السياحية التي تقام على أرض البلاد، وكذلك تأمين المعلومات الخاصة بالاجراءات المتعلقة بتاشيرات الدخول. كما تقدم الشركة اقتراحات حول آليات الترويج المناسبة للتعريف بالمقومات السياحية واماكن الجذب المميزة التى تشتهر بها محافظات السلطنة ومناطقها، وتؤمن معلومات عن السلطنة لاى جهة أوروبية تطلبها، وبالتنسيق مع سفارات السلطنة في أوروبا. وتتولى الشركة كذلك التنسيق مع ممثلي وزارة الاعلام في الدول الاوروبية من اجل الترويج السياحي للسلطنة، وأيضاً التنسيق مع الشركات والمؤسسات الاوروبية لادراج السلطنة ضمن برامجها السياحية، علاوة على وضع اعلانات عن السياحة بالسلطنة في وسائل الاعلام في تلك الدول، وتنظيم اجتماعات للمسؤولين في السلطنة مع نظرائهم في هذه الدول الاوروبية التي تستهدفها حملة الترويج. وقال المسؤولون عن الشأن السياحي إن الحكومة العمانية ستعمد، من جهتها، وبالتنسيق مع الشركة المتخصصة، إلى اعتماد برنامج سنوي لتدارس متطلبات الفاعليات السياحية كاللقاءات والمعارض والزيارات والاسابيع العمانية، قبل تنفيذها بعام، على ان تقوم الشركة المتخصصة بدعوة الشركات المنظمة للمؤتمرات العالمية والاقليمية لحثها على اقامتها في مسقط واستضافتها فيها. ويعد هذا الاتفاق بمثابة تجربة هي الاولى من نوعها التي تخوضها سلطنة عمان في دول الاتحاد الاوروبي. ويعود السبب في هذا الاختيار إلى أن غالبية السياح الذين يفدون الى السلطنة تأتي من تلك الدول، على أن يتم، بعد تقويم تجربة اوروبا، النظر في تعميم هذه التجربة في بقية دول العالم.