بمشاركة 40 شركة من عشر دول، أنهى معرض سوق السفر العماني فعاليات دورته السابعة التي استمرت ثلاثة أيام بالتركيز على استراتيجية الحكومة الرامية إلى رفع نسبة السياحة في الدخل الوطني وفتح محطات جديدة للطيران العماني كناقل وطني للسلطنة التي أعطته اهتماماً لافتاً خلال السنوات الأخيرة ومنذ انسحابها من طيران الخليج. وفي موازاة ذلك، عملت شركات الطيران ومكاتب السفر والسياحة على الترويج للبلدان المتمتعة بمصايف جميلة على رغم أن 70 في المئة من مشاركات المعرض جاءت من شركات محلية عملت أيضاً على الترويج للسياحة داخل السلطنة. وكشف وكيل وزارة السياحة محمد التوبي عن توسيع الدعاية عن السلطنة من خلال فتح مكاتب سياحية عمانية في كل من روسيا والصين واليابان والهند، مشيراً إلى أن وزارة السياحة تقوم في شكل سنوي بتنظيم حوالى 70 رحلة تعريفية لمختلف شركات السفر والسياحة العالمية بخاصة الدول المصدرة للسياحة إلى السلطنة لإطلاعهم على الإمكانات والمقومات السياحية التي تتمتع بها السلطنة وفرص الاستثمار المتاحة في القطاع السياحي. ويعد معرض سوق السفر العماني من أهم المعارض السياحية التي تقام في السلطنة لاستقطابه عدداً كبيراً من الشركات المتخصصة تحت سقف واحد يمكّنها من عرض منتجاتها في ظل حديث واسع عن مفهوم السياحة في شكل مختلف عن السابق. وكشف حفل الافتتاح عن الزخم الكبير المبتغى لهذا المعرض حيث حضره عدد من أعضاء مجلس الشورى وسفراء الدول المعتمدين في مسقط وعدد من المسؤولين الحكوميين وممثلي شركات السفر والسياحة. وشاركت في المعرض شركات من عشر دول هي إيطاليا وتركيا وألمانيا وإندونيسيا والإمارات والسعودية وتايلاند والهند وإيران إضافة إلى السلطنة، بجانب مشاركة عدد من المؤسسات الحكومية كوزارات السياحة والتراث والثقافة والدفاع من السلطنة. وكان لافتاً مشاركة متحف قوات السلطان المسلحة بدبابة للترويج للمتحف، فيما استعرضت الجهات الأخرى أحدث الآليات والمقومات السياحية للدول التي تمثلها والتعريف بالأنماط السياحية كالعلاجية والاستجمامية وأخرى من أجل التجارة، إضافة إلى إلقاء الضوء على الاستثمار والعقار السياحي. وقدم قسم العقار السياحي أحدث مشاريع التطوير العقاري الهادفة إلى اجتذاب السياح إلى السلطنة، وركز قسم السياحة العلاجية على الخدمات المقدمة في هذا المجال من حيث التكلفة وخيارات العلاج والرعاية الصحية في مختلف المرافق العالمية. وبدأت عُمان أكبر حملة ترويجية صيفية للسلطنة في أسواق السفر والسياحة الخليجية بدعم من وزارة السياحة والطيران العماني وأكبر الفنادق العمانية، وستستمر حتى الأول من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. وعملت وزارة السياحة على إنجاح هذه الحملة لجذب السياح خصوصاً من أوروبا وآسيا، مقدمة مجموعة من العروض التسويقية الضخمة التي تشمل تخفيضات لعروض عطلات من شركة الطيران العماني ومكاتب السفر والسياحة، في موازاة إقامة مؤتمرات وحلقات عمل تسويقية في مختلف مراكز التسوق التجارية في دول المجلس. واعتبرت وزيرة السياحة راجحة بنت عبد الأمير الحملة بأنها من أهم وأقوى الحملات التجارية للسلطنة في منطقة الخليج منوهة بدور الطيران العماني ومجموعة كبيرة من الفنادق والمنتجعات العمانية على تقديم عروض تنافسية متميزة وبأسعار مخفضة ضمن عروض الإجازات السياحية في السلطنة، وتشمل هذه العروض تخفيضات هائلة على تذاكر السفر وحجوزات الغرف والشقق الفندقية شاملة الضرائب، إضافة إلى العروض التحفيزية والخاصة على الإجازات السياحية وإجازات نهاية الأسبوع. وستطوف الحملة جميع مناطق ومحافظات السلطنة وصولاً إلى مهرجان صلالة السياحي لعام 2010، وأشارت الوزيرة إلى قدرة بلادها على وضع بصمة واضحة في خريطة السياحة والسفر في الخليج لتمتد الى الوطن العربي وإلى كل أقطار العالم، مؤكدة أن بلادها أصبحت اليوم متنفساً لكثير من السياح من مختلف المناطق والدول لما حباها الله من تضاريس متنوعة سواء كانت جبالاً أو شواطئ فضية أو سهولاً ممتدة. ونوهت في تصريحات صحافية بدور الحكومة في إرساء دعائم السياحة من بنية أساسية متينة كالمطارات والموانئ والطرق البرية المسفلتة في أنحاء البلاد تخدم هذا القطاع المهم، وكذلك فتح المجال للاستثمار في هذا الجانب من داخل السلطنة وخارجها، وإيجاد جو مناسب لتيسير عملية الاستثمار من دون عراقيل والاستفادة من الاستثمار في مجال التنمية الاقتصادية للدولة لما لها من فوائد كبيرة تعود على كل قطاعات الدولة سواء في البنية الأساسية أو الاقتصادية أو السياحية وكذلك بالنسبة الى إيجاد فرص عمل للمواطن العماني. وتسعى الحكومة العمانية إلى تحقيق طموحها في رفع نسبة مساهمة السياحة في الناتج المحلي ضمن خطتها للتقليل من الاعتماد على النفط كمورد أساسي للدخل الوطني. وإضافة إلى تركيزها على السوقين الخليجية والأوروبية خلال السنوات الماضية فإنها تسعى للاستفادة من السوق الآسيوية مع السعي للتركيز على سياحة النخبة واستهداف الأسواق السياحية الأسيوية كالصين وسنغافورة واستراليا وكوريا وهونغ كونغ. وتأمل عمان في أن تستقطب نحو 12 مليون زائر سنوياً بحلول عام 2020، بزيادة قدرها أربعة أضعاف عن المستوى الحالي. وذكر تقرير صادر عن المؤسسة الدولية لمراقبة الأعمال بأن قطاع السياحة في السلطنة حقق توسعاً سريعاً. كما أصبح واحداً من أهم القطاعات غير النفطية المتخصصة في السياحة البيئية والسياحة الراقية حيث ترنو السياحة في السلطنة إلى طرق أسواق سياحية عالمية جديدة في الوقت الحالي.