تنوع موضوعات السينما الإيرانية جعلها اقرب إلى هاجس الشارع، ومنحها حرية ردم الفجوة بين الواقع وتمثلات صوره السينمائية، لذا غدت المرآة العاكسة لما يمور به المجتمع من قضايا ومشاكل ساخنة. ولكونها كذلك، فإن المساحة التي يتحرك بها السينمائي لا تقف عند قضية واحدة. فها هو مجيد مجيدي يقدم شريطه الجديد "المطر"، الذي رشح مخرجه والسيناريو وأبطاله لنيل الجائزة الكبرى لمهرجان فجر السينمائي، عن القضية الأفغانية، يتناول نتاجات الغزو السوفياتي لأفغانستان عام 1979، وما أفرزه من هجرة جماعية نحو إيران التي تؤوي نحو 5.1 مليون لاجئ أفغاني. ويعقد المخرج على خلفية هذه الفاجعة الإنسانية قصة حب بين صبي عامل بناء، وطفلة أفغانية تتلبس ثياب العمل لإعانة عائلتها، بعد اصابة والدها. ومثله قدم بهرام بيضائي "قتل عنيف"، الذي ادرج ضمن فقرتي المسابقة الإيرانية والدولية، بعد غياب طويل. وفيه يغور في ثنايا فكرة العائلة في إيران اليوم التي تقف على شفا تحديات يومية بين القيم التقليدية والحديثة. ويغلف قصته بايقاع بوليسي، مما يضع بطلته ازاء كشف ملابسات اعتقال زوجها بعد إعلان افلاسه. ورشحت بطلته الممثلة فردة شمسائي لنيل جائزة أفضل ممثلة.