} تفاعلت قضية إقدام الرئيس السوداني عمر البشير على إقالة وزير الدولة في وزارة العدل أمين بناني قبل يومين، فيما بدا انقساماً داخل الحكومة والحزب الحاكم. إذ دافع وزير التجارة الخارجية مكي علي بلايل عن زميله بناني وانتقد بشدة نائب الرئيس علي عثمان محمد طه. ظهرت الخلافات داخل الحزب الحاكم في السودان بوتيرة متسارعة بعد إقالة وزير الدولة للعدل أمين بناني الثلثاء الماضي، إثر انتقادات عنيفة وجهها إلى الحزب، وانتقد وزير التجارة الخارجية مكي علي بلايل أمس إقالة زميله، وحمل بشدة على نائب الرئيس علي عثمان محمد طه. وقال "انهم في الحزب الحاكم يمثلون مجموعة داخل الحكومة لها آراء مناهضة لتيار يقوده طه". وكان الرئيس عمر البشير أقال بناني بعد انتقاده الحزب الحاكم، وتأكيده "أن مجموعة صغيرة ظلت تسيطر عليه ليس لديها افق سياسي أو امتداد جماهيري". ورد عليه نائب الرئيس بالقول إنه "يرفض فرض الأجندة الشخصية على مؤسسات الدولة والحزب وخلق مجريات قوة على مجريات العمل الوطني". ووصف في مؤتمر صحافي أمس حديث طه عن مراكز قوى داخل الحزب الحاكم، بأنه "غير صحيح". موضحاً أنه "إذا صُنفنا بأننا مركز قوة، فهذا يعني أن مجموعة نائب الرئيس تمثل مركز قوة أخرى". واعترف بوجود "مجموعة من المسؤولين داخل الحكومة لها آراء متوافقة ازاء قضايا توزيع السلطة والثروة، تختلف عن آراء مجموعة أخرى عبر عنها طه"، واستبعد أن يكون بناني اقيل بسبب انتقاده الحزب الحاكم، "لأن مسؤولاً آخر في الحزب هو أحمد عبدالرحمن وجه انتقادات مماثلة للحزب". وأضاف: "يبدو أن معايير الرضى والنقد داخل الحكومة تختلف باختلاف المواقع والجهات"، في إشارة إلى انتماء بناني إلى غرب البلاد. واتهم وزير التجارة قلة، لم يسمها، بالتحكم في الحزب الحاكم، وقال إن وزير الدولة للعدل "اُبعد لدفاعه وتعبيره عن مواقف محددة لم يحد عنها طوال الفترة الماضية". وزاد: "من حق الرئيس البشير أن يعين من يشاء من وزراء، ولكن واضح جداً أن بناني اقيل بسبب مواقفه السياسية". واعتبر الحديث عن "الجهوية" ولاءات اقليمية غير دقيق، لأنه "مقابل الجهوية هناك قلة متحكمة في الثروة والسلطة في البلاد". وحذر نائب البشير قائلاً: "إذا كان علي عثمان يسعى عبر اتهاماته بالجهوية ومراكز قوى أن يبعث برسالة لتخويفنا، فنحن لسنا طلاب سلطة، وولاؤنا السياسي للانقاذ لا يرتبط بالمنصب". مضيفاً: "المنصب الوزاري لن يرهن ارادتنا وسنظل متمسكين بمواقفنا في هذه القضايا وغيرها وسنعبر عنها بالطرق التي نراها مناسبة". ونفى بلايل بشدة أن يكون وبناني يمثلون تحالفاً يضم غرب البلاد وجنوبها، لكنه أقر بتوافق مواقفهما من قسمة السلطة والثروة، كما نفى رفضهما لاختيار أحمد إبراهيم الطاهر، والذي ينتمي إلى غرب البلاد، رئيساً للبرلمان. وامتدح الوزير المقال بناني ومواقفه السياسية، مشيراً إلى أن فقدانه المنصب الوزاري لا يشكل انتكاسة له. ووجه انتقاداً مبطناً إلى نائب البشير، وقال: "المشكلة في السودان أن بعض الساسة عقلهم الباطني يصور لهم أنهم أصحاب حق وان الآخرين غير ذلك".