} عقد المكتب القيادي للحزب الحاكم في السودان اجتماعاً استثنائياً أمس طرح فيه الرئيس عمر البشير ترشيحاته للوظائف القيادية العليا في الدولة، وارجأ تسمية الوزارة الجديدة. وعلم ان المكتب أبقى النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه في موقعه، وصرف النظر عن إقامة منصب رئيس وزراء في هذه المرحلة. أفادت مصادر مطلعة ان المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان اعتمد الدكتور موسس مشار مدير جامعة أعالي النيل نائباً للرئيس خلفاً للفريق جورج كنقور الذي أقيل في وقت سابق، وتعيين وزير المساحة والتنمية العمرانية السابق العقيد غلواك دينغ مساعداً للرئيس رئيساً لمجلس الجنوب خلفاً للدكتور رياك مشار الذي استقال من موقعه منذ أكثر من عام. وجاء اعتماد شاغلي المنصبين القياديين المخصصين للجنوبيين على عكس التوقعات، والأسماء التي راجت في الأيام الماضية خصوصاً في أوساط القوى الجنوبية الأمر الذي يتوقع ان يثير جدلاً ومشكلات بين الحكومة وحلفائها من الجنوبيين الذين وقعوا معها اتفاقاً العام 1997، وقوى الداخل التي كان يتزعمها نائب الرئيس المقال كنقور. الى ذلك، بدأ الحزب الحاكم في اتخاذ اجراءات تهدف الى محاصرة نذر الأزمة التي بدأت تتصاعد داخله بعد تمرد بعض قياداته وانتقادهم أداء الحزب على خلفية إقالة وزير الدولة في وزارة العدل أمين بناني، وكشف وزير التجارة مكي علي بالايل عن انقسام حاد داخل الحكومة وهجومه على النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه. ووجه الرئيس عمر البشير بتفعيل لائحة المحاسبة في الحزب بغرض ضبط الأداء، الأمين العام للحزب الدكتور ابراهيم أحمد عمر قرار اعفاء بناني "صحيح تماماً من الناحية المؤسسية واللائحية". من جهة أخرى، وجه زعيم حزب المؤتمر الوطني الشعبي السوداني المعارض الدكتور حسن الترابي انتقادات حادة لحلفائه السابقين في الحكم، مطالباً القوى السياسية بالالتفاف حول جبهة عريضة لمقارعة النظام الحاكم وإعادة الديموقراطية واطلاق الحريات السياسية، وجدد اتهامه السلطات بملاحقة ناشطيه. ووصف الترابي في مؤتمر نظمه حزبه في ولاية سنار في وسط البلاد الحزب الحاكم ب"الشجرة العجوز الآيلة للسقوط التي هجرها الناس"، مشيراً الى عدم شرعية تمويل الحزب، وقال انه "يأكل حراماً، وتحول الى صفوة صغيرة تحكم السودان حالياً". وانتقد فرض حال الطوارئ، موضح أنها ليست قاصرة على القوانين فقط بل في "الزيف والافك والتزوير". وتابع ان الطوارئ "وضعها أناس نقضوا إيمانهم وخانوا العهد وضربوا بها الذين جاءوا بهم الى الحكم وكانوا أول ضحايا قوة ارهابية تريد حكم البلد".