} شددت المواقف السياسية اللبنانية أمس على الوحدة الوطنية في مواجهة أوضاع المنطقة وامكان وصول زعيم اليمين الاسرائيلي أرييل شارون الى رئاسة الحكومة. رأى الرئيس إميل لحود ان "التطورات الراهنة في المنطقة تفرض على كل اللبنانيين التضامن في مواجهة الاستحقاقات المنتظرة، وليس أقلها ما سيترتب على نتائج الانتخابات الاسرائيلية، من واقع يتطلب التعاطي معه، حالاً وطنية متماسكة". ونقل عنه نقيب الصحافة محمد البعلبكي ان "تحصين الجبهة الداخلية ضرورة ملحة، وهي التي حققت انجاز التحرير، وتحتاج الى تفعيل لتمكين لبنان من الدفاع عن حقوقه المشروعة والتحرك على الساحتين الأقليمية والدولية لئلا يغيب دوره أو يصادر". ولمس لديه "تفاؤلاً بقدرة اللبنانيين على التفاعل مع التطورات المرتقبة، اذا ما ادرك المتعاطون في الشأن العام ان الظرف الراهن يتطلب منهم ترفعاً عن الحسابات الضيقة والمماحكات والسجالات التي لا طائل منها وتركيزاً على ما يحقق مصلحة وطنهم التي يجب ان تعلو فوق أي مصلحة أخرى، وكذلك حرصاً على المضي في بناء دولة القانون والمؤسسات، اياً تكن الصعوبات والعراقيل لأن قيامها سيعزز ثقة الخارج بنا ويجعل المؤسسات المالية الكبرى والمستثمرين يقبلون على المساهمة في مسيرة النهوض الاقتصادي". وأضاف لحود "ان ما نسمعه من كلام ونصائح علينا ان نفهمه كما هو على حقيقته لا ان نفسره كما نتمنى او على النحو الذي يناسب توجهات أو طروحات أو نظريات معينة". وأوضح انه طلب من الحكومة اعتماد اجراءات وتدابير واقعية تخفف فعلاً وتدريجاً من حدة الضائقة الاقتصادية. وقال إن "الناس يشكون وعلى السلطة الاجرائية بالتعاون مع السلطة التشريعية الاسراع في الحد من هذه الشكوى"، مؤكداً تعاونه مع رئيسي الحكومة رفيق الحريري والمجلس النيابي نبيه بري. وأكد ان "الاستقرار الأمني خط أحمر لن أسمح لأي كان بالتعرض له"، في تعليقه على ما رافق اختفاء عميد الطلبة في الجامعة الأميركية قبل أيام. وأبدى انزعاجه من "تسريب مداولات مجلس الوزراء مجتزأة حيناً ومشوهة أحياناً". الى ذلك، نبّه الرئيس برّي خلال ترؤسه اجتماعاً لرؤساء اللجان النيابية ومقرريها، الى "ضرورة تمتين وحدة الصف الوطني وتحصين الوضع الاقتصادي والمالي، درءاً للمخاطر الاسرائيلية التي يمكن ان تنجم عن انتخاب أرييل شارون رئيساً للحكومة". وقررت هيئة مكتب المجلس التي اجتمعت أيضاً برئاسة بري التريث في الرد على كتاب طلب رفع الحصانة عن النائب السابق إميل نوفل أثناء نيابته لملاحقته باتهامه قائد الجيش العماد ميشال سليمان بالتدخل في الانتخابات النيابية، في انتظار البحث في الكتاب لأنه غير مرفق بالتحقيقات. وطالب النائب نسيب لحود ب"نشر الجيش اللبناني في الجنوب". وقال إن "على لبنان ان يفعل كل ما في وسعه من خطوات قانونية تضمن تأييد المجتمع الدولي في عملية تحرير مزارع شبعا وتضيف أوراقاً ديبلوماسية الى الأوراق المتوافرة لديه". ورأى، بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير، ان "الكلام الذي يربط الوجود السوري بالتسوية العامة مخالف لاتفاق الطائف"، مطالباً الحكومتين ب"الاجتماع لاقرار اعادة الانتشار الى الخط المطلوب". وأكد نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى المفتي عبدالأمير قبلان، بعد لقائه صفير، انهما "في حال توافق على النهوض بالبلد وحمايته وتحصينه من الطوارئ والاحداث الغريبة، خصوصاً بعد احتمال مجيء شارون، ما يشكل انذاراً للعالم العربي وللبنان". وقال رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون، بعد لقائه صفير على رأس وفد من "هيئة التنسيق"، إن البحث تناول مواضيع عدة منها الوجود السوري والوضع المالي، مستغرباً "كيف يخصص جزء كبير من الموازنة للجيش ولا أحد مستعداً لارساله الى الجنوب ليقوم بوظيفته؟". وأعتبر ان الوقت حان "لعقد مؤتمر وطني شامل، خصوصاً مع وصول شارون، خصوصاً أن تاريخه يدل انه يحل القضايا السياسية عسكرياً ويقول انه لن يتخلى عن الجولان والقدس، ما يعني فقدان عملية السلام وتوجه المنطقة نحو الحرب".