اطلع رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري امس كل من رئيسي الجمهورية اللبنانية اميل لحود والسورية بشار الأسد على فحوى محادثاته في باريس والاجتماعين اللذين عقدهما مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك. وذكرت وكالة الأنباء السورية ان الحديث بين الأسد والحريري في دمشق "تركز على آخر المستجدات على الساحتين العربية والإقليمية وأمور تهم البلدين الشقيقين". وذكرت مصادر معنية ان اللقاء تناول تفصيلاً الأوضاع السائدة في المنطقة وسبل تمتين الوقفة اللبنانية - السورية الواحدة حيال التطورات الماثلة والمحتملة، وذكرت أن الجانبين استعرضا جملة المواقف العربية والإقليمية والدولية حيال التطورات والأحداث الجارية بعد التغيير الوزاري في إسرائيل وما رافقه ويترتب عليه من توقعات سلبية على مجمل الأوضاع الإقليمية وعلى مسيرة السلام في الشرق الأوسط وحيال الحال الناجمة عن التصعيد الأميركي - البريطاني ضد العراق وتداعياته على أوضاع المنطقة واستقرارها". وأبدت أوساط الحريري ارتياحها لأجواء اللقاء مع الأسد واصفة إياها ب"الممتازة". واجتمع الحريري مع نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام على غداء عمل. والتقى في طريق عودته الى لبنان رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان اللواء الركن غازي كنعان. وكان الحريري التقى صباحاً الرئيس لحود وبحثا الأوضاع العامة في البلاد في ضوء التطورات الأخيرة، والوضع الاقتصادي العام والإجراءات التي تواصل الحكومة اتخاذها في إطار المحافظة على الاستقرار النقدي وحماية الليرة اللبنانية. وذكر بيان صادر عن رئاسة الجمهورية انها "سياسة تتمسك الدولة بها وتحظى بدعم وتأييد من القطاعات المالية والاقتصادية المحلية والدولية". وكان جرى اتصال هاتفي بين الحريري والسفير ادوارد ووكر الذي من المتوقع ان يعين مساعد وزير الخارجية الاميركي، وتناول الوضع في الجنوب. الى ذلك، التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري ليل أول من امس كنعان الذي كان لبى دعوة نائب رئيس الحكومة السابق النائب ميشال المر الى مأدبة غداء أقامها له في منزله في الرابية. وحضرها وزراء التربية عبدالرحيم مراد والدفاع الوطني خليل الهراوي والداخلية والبلديات الياس المر، وقادة الاجهزة الامنية. وكانت مناسبة للتداول في الأوضاع الراهنة والمستجدات المحلية والإقليمية والاحتمالات المترتبة على انتخاب آرييل شارون رئيساً للحكومة في إسرائيل، وما يستدعيه من تحصين للساحة الداخلية ورص للصفوف إضافة الى الوضع الراهن في الجنوب.