} جرت أمس الجولة الثانية لانتخابات نقابة المحامين المصريين في مناخ هادئ وفي ظل إشراف كامل للقضاء وحياد تام من جانب الشرطة التي استنفرت لتأمين الانتخابات في كل المحافظات المصرية، وبدأ القضاة منذ السادسة من مساء أمس في فرز بطاقات الاقتراع، ويتوقع أن تعلن النتائج صباح اليوم لتضع حداً للجمود الذي أصاب نشاط النقابة منذ فرض الحراسة عليها بداية العام 1996. كشفت الجولة الثانية لانتخابات نقابة المحامين المصريين أمس حجم الخلافات بين الإسلاميين، إذ فوجئ محامو جماعة "الإخوان المسلمين" بإسلاميين آخرين من غير أعضاء الجماعة يطرحون قائمة إسلامية جاء على رأسها محامي الاصوليين السيد منتصر الزيات الذي أصر "الإخوان" على ترشيح منافس له. وهزت المفاجأة "الإخوان" الذين حاولوا سحب تلك القائمة بعدما تسبب توزيعها عند فتح باب الترشيح في الثامنة صباحاً في "ضرب" قائمة "الإخوان" التي ضمت اسماء تسعة من محامي "الجماعة" و11 آخرين من قوى سياسية مختلفة بينهم أربعة من الحزب الوطني الحاكم ومرشح وفدي وآخر ناصري إضافة إلى مرشح قبطي. وعلى خلاف سلوك ناخبي "الإخوان" في الجولة الأولى التي جرت الأسبوع الماضي حين ركزوا على ترويج قائمة الجماعة ذات اللون الأصفر دون الدعوة صراحة إلى انتخاب المرشح الحكومي لمقعد النقيب السيد رجائي عطية الذي كان أبرم قبل شهور تحالفاً معهم كثف محامي الجماعة جهودهم لإنجاح عطية الذي واجه منافسة قوية من المرشح الناصري السيد سامح عاشور. وجرت الجولة الثانية للانتخابات وسط إجراءات أمنية شديدة، وفي جو هادىء باستثناء بعض المشاجرات التي وقعت بين عناصر من "الإخوان" ومحامين آخرين وزعوا قائمة صفراء اللون حملت شعار "نعم نريدها إسلامية". وضمت القائمة عشرين مرشحاً على رأسهم الزيات واثنان فقط من مرشحي "الإخوان" هما سيف الإسلام حسن البنا وأحمد الحمراوي. أما الباقون فينتمون الى قوى سياسية مختلفة. وحدثت مواجهة بين الزيات ونائب رئيس رابطة "المحامين الإسلاميين" السيد سعد حسب الله من جهة ومسؤول ملف انتخابات نقابة المحامين في جماعة "الإخوان المسلمين" محمد طوسون من جهة أخرى، إذ عاتب الاخير زميليه واتهمهما بالوقوف خلف القائمة المنافسة ل"الإخوان" التي جاءت بلون أبيض بعدما كانت في الجولة الأولى باللون الأصفر. واعتبر طوسون أن الزيات وباقي الذين وردت اسماؤهم في القائمة المنافسة "ارتكبوا مخالفة شرعية حين طبعوا قائمتهم باللون والشكل الذي كانت عليه قائمة الإخوان في الجولة الأولى". ورد حسب الله معتبراً أن خلو قائمة "الإخوان" من اسم الزيات ينفي عنها تمثيلها للإسلاميين. ووزعت القوى السياسية الأخرى قوائم على الناخبين بينها قائمة المرشح الحكومي عطية التي خلت من أي من مرشحي "الإخوان" ما أثار تساؤلات عن ثمن التحالف بين الطرفين. ووزع المحامون اليساريون قائمة أيدوا فيها ترشيح عطية لكنهم وضعوا فيها اسم الزيات الذي ورد أيضاً في قائمتي اثنين من المرشحين للمنافسة على مقعد النقيب هما أحمد ناصر وبهاء الدين أبو شقة. وأعلن رئيس اللجنة القضائية المشرفة على انتخابات النقابات المهنية المستشار علي عبدالشكور أن التقارير التي وردت إليه من القاهرة وكل لجان الاقتراع في النقابات العامة والفرعية افادت إقبال المحامين على الإدلاء بأصواتهم، مشيراً إلى أنه لم يتلق أي شكوى في شأن العملية الانتخابية التي يشرف عليها القضاء بالكامل. وأوضح أنه قرر استمرار عملية إدلاء المحامين الموجودين داخل حرم اللجان الانتخابية بأصواتهم حتى بعد الخامسة وهو موعد غلق صناديق الاقتراع، ونبه إلى أن عملية فرز الأصوات ستتم للمرة الأولى داخل مقرات اللجان ولن تنقل الصناديق المصنوعة من الزجاج من أماكنها سواء في النقابات الفرعية أو اللجنة العامة للمحامين في القاهرة. وبدأ القضاة المشرفون على الانتخابات بعد الانتهاء من عملية الاقتراع في حصر عدد الذين أدلوا بأصواتهم لاكتمال النصاب القانوني لعقد الجمعية العمومية، أي ثلث عدد الأعضاء الذين لهم حق الاقتراع وهو 29 ألفاً و20 محامياً من بين 87 ألفاً و60 محامياً حق الاقتراع. وكان "الاخوان" اعلنوا ترشيح ثمانية من محاميهم، وهم سيف الاسلام حسن البنا وبهاء الدين عبد الرحمن وجمال تاج الدين وعلي زين العابدين ومحمد السعيد طوسون ومحمد ابو الوفا ومدحت عمر. لكنهم فاجأوا المحامين عند فتح باب الاقتراع بتوزيع قائمة ضمت عشرين شخصاً بينهم الثمانية. وإضافة الى مفاجأة خلو القائمة من اسم الزيات تفجرت مفاجآت أخرى إذ ضمت قائمة "الإخوان" خمسة محامين ينتمون إلى الحزب الوطني الحاكم، هم علي الصغير وابراهيم فارس وخالد أبو كريشة وابراهيم العرب. واطلق "الإخوان" على قائمتهم اسم "القائمة القومية"، لكنها حملت شعار "الإخوان" الشهير "تعالوا إلى كلمة سواء". وضمت مرشحاً ناصرياً هو سيد شعبان وآخر وفدياً هو محمود السقا، وقبطياً هو فايز لاوندي، إضافة الى أمين صندوق حزب العمل ذي التوجه الإسلامي يوسف كمال. وكانت الكتلة الانتخابية ل"الإخوان" هي الأكبر إذ ضمت نحو خمسة آلاف محام في انحاء مصر.