أُعلِن في صنعاء امس ان مشروع التعديلات الدستورية نال الغالبية في الاستفتاء العام الذي أُجري الثلثاء الماضي وتزامن مع الانتخابات المحلية البلدية، فيما حض الرئيس علي عبدالله صالح قوات الامن المركزي على "مواجهة العنف وردع الارهاب والردّ بقسوة وحسم" في حال تكرار ما تعرّض له جنود من الامن المركزي في منطقة الحيمة الخارجية في محافظة صنعاء يومي الخميس والجمعة الماضيين. واعتبرت تصريحات علي صالح تحذيراً موجها الى حزب "التجمع اليمني للاصلاح" اذ قتل خمسة جنود على ايدي انصار الحزب في اشتباكات بين الجانبين في احد المراكز الانتخابية، اثناء فرز الاصوات. وأعلن مساء امس رئيس اللجنة العليا للانتخابات علوي العطاس النتائج الأولية للاستفتاء على التعديلات الدستورية والانتخابات المحلية، بعد فرز اصوات 1220 مركزاً من اصل 1882. وقال ان مليونين و300 ألف صوّتوا بنعم للتعديلات فيما عارضها 350 ألفاً وأُلغيت تسعون الف بطاقة. واكد حصول "المؤتمر الشعبي العام" الحزب الحاكم في انتخابات المديريات على 1367 مقعداً، يليه تجمع الاصلاح 488 مقعداً، ثم المستقلين 355 مقعداً، والحزب الاشتراكي 118 فالتنظيم الوحدوي الناصري 8 مقاعد بينما فاز "البعث" بمقعد وحقق "حزب الحق" نتيجة مماثلة. وألقى علي صالح كلمة امام قوات الامن المركزي في صنعاء، امس، وعزّى بضحايا العنف والصدامات التي رافقت الانتخابات. وقال: "كان من الطبيعي ان يسقط ضحايا، وما دام للديموقراطية ثمن، دفع جنود الامن المركزي ثمنها من اجل حماية الامن والاستقرار". واشار الرئيس اليمني الى "التعبئة الحزبية الخاطئة التي أدت الى اندلاع العنف وسقوط ضحايا" في الانتخابات، لافتاً الى ان هذه التعبئة استندت الى "مفاهيم مغلوطة، أثارت التوتر بين المرشحين والناخبين، وما كان ينبغي ان يحدث ذلك وليتنافس المتنافسون في اطار مسؤولية احترام الدستور والقانون، وفي اطار التعددية السياسية والحزبية، ومن دون اللجوء الى العنف او استخدام القوة". وشدد على "عدم الاعتداء او التجني على احد" مطالباً الامن المركزي ب"مواجهة الخارجين على القانون بحسم وقوة"، وزاد: "لا يمكن ان نقبل بالارهاب او اعمال العنف، والحزبية في صفوف الامن والجيش مرفوضة". واكد استعداد قوات الامن والجيش لتقديم "آلاف الشهداء من اجل الواجب والاستقرار في المجتمع". وعلمت "الحياة" ان الهيئة العليا ل"تجمع الاصلاح" عقدت امس اجتماعاً برئاسة الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر، فأصدرت بياناً يفنّد "الخروق والمخالفات والاعتداءات التي مارسها الحزب الحاكم" ضد انصار التجمع المرشحين والناخبين. وبعث الشيخ عبدالله الاحمر برسالة بهذا الخصوص الى رئيس اللجنة العليا للانتخابات علوي العطاس واعضاء اللجنة اكد فيها رفض حزبه الانتخابات التكميلية للمركز التي لم تجر فيها الانتخابات المحلية، اذا لم تعلن النتائج النهائية للاقتراع على مستوى البلد. وتضمنت الرسالة توضيحاً لموقف "التجمع" من المخالفات محمّلة اللجنة مسؤولية تكليف عدد من المحافظين تولي العملية الانتخابية التكميلية اليوم في المراكز التي لم تعلن نتيجتها لمصلحة مرشحي الحزب الحاكم. وشددت على ان ذلك مخالف للقانون. ووجه الدكتور عبدالكريم الارياني رئيس الوزراء الامين العام ل"المؤتمر الشعبي" رسالة مماثلة الى رئيس اللجنة العليا فنّد فيها "المخالفات والخروق التي ارتكبها التجمع" وممارسات "عناصر ارهابية تنتمي اليه لارهاب مرشحي المؤتمر، والاعتداء على الناخبين".