عشية لقاء وزيري الخارجية الروسي ايغور ايفانوف والأميركي كولن باول دانت موسكو مجدداً الغارات على العراق ودعت مواطنيها الى الامتناع عن المرور في الأراضي العراقية في طريقهم الى الحج، فيما طالب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز موسكو بالانسحاب من نظام العقوبات". وقال مصدر روسي ل "الحياة" ان ايفانوف سيشدد لدى لقائه باول على صيغة تكفل رفع الحصار عن العراق، وايجاد نظام رقابة دائم على برامج التسلح. أشار بيان أصدرته وزارة الخارجية امس الى أن الغارات على مدينة الموصل ستؤدي الى "تعقيد الوضع ووضع المزيد من العراقيل أمام التسوية". الى ذلك ذكرت وكالة "ايتار تاس" الحكومية ان ممثل وزارة الخارجية في العاصمة الداغستانية محج قلعة طلب من 1500 مسلم من هذه الجمهورية ينوون السفر بالسيارات لأداء فريضة الحج الامتناع عن المرور في العراق "حفاظاً على سلامتهم ... ولتفادي الغارات الأميركية - البريطانية". ونفى ديبلوماسي روسي على صلة وثيقة بالملف العراقي تحدثت اليه "الحياة" ان يكون هذا التصريح صدر عن موسكو أو انه دليل على أن روسيا تتوقع عملاً عسكرياً واسعاً ضد العراق. ولكنه قال "اننا لا نتوقع الضربات الجوية فهي مستمرة بالفعل". وزاد ان سلطات الجمهورية الداغستانية مهتمة بضمان أمن الحجاج وسلامتهم. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن طارق عزيز قوله لصحافيين روس في بغداد ان العراق يرى ان من مصلحة روسيا الانسحاب من نظام العقوبات الذي الحق بها أضراراً كبيرة وقال ان وزير الخارجية ايغور ايفانوف أكد في رسالة موجهة الى مجلس الأمن ان بلاده خسرت 30 بليون دولار بسبب الحصار. وأبدى عزيز استعداد بغداد لتسديد سبعة بلايين دولار هي ديون متراكمة لموسكو بتصدير كميات من النفط، لكنه قال ان روسيا لا تستطيع شحن البترول في ظل الحصار، ولذا دعاها الى اتخاذ "خطوات ملموسة" للخروج من نظام العقوبات وفقاً للمادة 50 من ميثاق الأممالمتحدة. وسألت "الحياة" ديبلوماسياً روسياً عما إذا كانت موسكو ستعرض مثل هذا الاحتمال اثناء لقاء ايفانوف - باول في القاهرة اليوم فقال "اننا نبني سياستنا على أساس قرارات الأممالمتحدة". وتساءل عن معنى الخروج من نظام العقوبات من طرف واحد "وكيف يمكن عملياً ان نفعل التعاون الاقتصادي ونحن لا نملك حدوداً مشتركة". وأضاف ان دولاً مجاورة للعراق "بل ومتعاطفة معه" تفضل التريث. وتابع ان هناك "صعوبات" في الحصول على ممر جوي الى بغداد، ونفى أن تكون موسكو تخلت عن فكرة استئناف الرحلات الجوية المنتظمة الى العراق، مؤكداً ان "الموضوع تجاري صرف" اذ ان كل رحلة من هذا النوع تقتضي وجود 80 مسافراً لضمان ربحية شركات الطيران. وأضاف ان الجانب الروسي سيستغل لقاء القاهرة لفهم "ابعاد العقوبات الذكية" التي يجري الحديث عنها. وتوقع ان كلا من واشنطن ولندن ترصدان ردود الفعل على الحصار الذي قال انه أودى بحياة 1.5 مليون عراقي. وأكد خبير روسي ان ايفانوف سيشدد على ضرورة التوصل الى "صيغة تكفل رفع الحصار وانهاء العقوبات ووجود نظام رقابة دائم" على برامج التسلح.