سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جددت لغة الحرب الباردة رداً على مشروع الدرع الصاروخي الاميركي . كوريا الشمالية تستأنف عداءها للولايات المتحدة وتهدد بالعودة الى برامجها النووية والصاروخية
} عادت كوريا الشمالية الى لهجتها العدائية تجاه الولاياتالمتحدة، مهددة باستئناف برامجها للتجارب النووية وتطوير الصواريخ، متهمة الادارة الاميركية الجديدة بانتهاج سلوك "قطاع الطرق" في ما يتعلق بمشروع الدرع الصاروخي. ويأتي هذا التصعيد عشية قمة اميركية - كورية جنوبية لرسم السياسة التي ستنتهجها ادارة بوش ازاء بيونغيانغ، في محاولة من الاخيرة لتفادي تحوّل في الموقف الاميركي عن الانفتاح الذي انتهجه كلينتون وكانت تأمل في قطف ثماره. لم تعمّر طويلاً "الهدنة" بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة والتي سعى الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون الى احلالها بالتعاون مع الرئيس الكوري الجنوبي كيم داي جونغ. وبدا ان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل قرر العودة الى اللغة التي كانت سائدة ابان الحرب الباردة، بعد فشل محاولات للانفتاح قام بها اخيراً لاحياء اقتصاد بلاده المنهار، فيما وجد نفسه مضطراً لتوفير متطلبات العيش لمواطنيه وفي مقدمها الطاقة والغذاء، الأمرين اللذين كان يأمل في الحصول عليهما لقاء التهادن مع واشنطن وسيول. واصدرت وزارة الخارجية الكورية الشمالية بياناً امس، هددت فيه بتراجع بيونغيانغ عن قرارها تجميد برنامجها النووي وتجارب الصواريخ. وعزا ناطق باسمها ذلك الى "عدم احترام" الولاياتالمتحدة اتفاقاً موقعاً في 1994، تعهدت بيونغيانغ بموجبه بتجميد برنامجها النووي الذي كانت واشنطن تشتبه بانه يستخدم لتطوير قنابل نووية. واضاف الناطق في البيان الذي وزعته وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية انه سيتم الغاء تجميد تجارب الصواريخ المعمول به منذ 1999، الا اذا تحركت ادارة جورج بوش لتوقيع اتفاق بشأن الحد من انتشار الصواريخ، مؤكداً ان بلاده لن تلتزم لاجل غير مسمى اتفاقاً مع الولاياتالمتحدة على عدم اطلاق صواريخ بعيدة المدى. وشكل ذلك رداً على مشروع ادارة الرئيس جورج بوش لتطوير درع صاروخي يقي الاراضي الاميركية من هجمات صاروخية مصدرها دول "مارقة" مثل كوريا الشمالية وايران والعراق وليبيا، اضافة الى منظمات ارهابية. وتشتبه الادارة الاميركية في ان تكون دول او منظمات، حصلت من كوريا الشمالية على تكنولوجيا لتطوير صواريخ بعيدة المدى. وأضاف الناطق باسم الخارجية الكورية الشمالية: "لن نقف متفرجين على الاشياء التي لا تؤدي سوى الى تعطيل تطورنا العلمي والتكنولوجي". وكانت كوريا الشمالية اطلقت في آب اغسطس 1998، صاروخاً بعيد المدى من ثلاث مراحل مرَّ فوق اليابان، ما اثار مخاوف من امكان اطلاق صاروخ آخر قادر على الوصول الى الاسكا وهاواي. وفي 1999، وعدت بيونغيانغ الولاياتالمتحدة بوقف تجارب الصواريخ البعيدة المدى المعروفة باسم "تايبودونغ" في مقابل رفع واشنطن بعض العقوبات التي كانت تفرضها عليها. وكان الجانبان وقعا في 1994 اتفاقاً على وقف البرنامج النووي لكوريا الشمالية، في مقابل تقديم مساعدة مالية الى الاخيرة وتزويدها مفاعلين يعملان بالماء الخفيف وينتجان بلوتونيوم أقل كثافة من ذاك المستخدم في الاسلحة. وقال الناطق الكوري الشمالي ان الاتفاق انتهك، اذ لن يتم انجاز المفاعلين بحلول 2003 كما هو متفق عليه ولا يوجد اتفاق لتوفير بديل نفطي للطاقة المطلوبة هذه السنة. وأضاف: "اذا لم تبادر الادارة الاميركية بأمانة الى تطبيق الاطار المتفق عليه اعتباراً من اليوم، لن تكون هناك حاجة بالنسبة لنا للتمسك به لأكثر من ذلك". وأكد ان كوريا الشمالية وافقت على وقف تجارب الصواريخ، في مقابل الحصول على تعويض وعلى تسهيلات لاطلاق الاقمار الاصطناعية. الموقف الاميركي ونددت ادارة بوش بهذا التصعيد، وأكدت انها "غير مستعدة لدراسة المسألة بجدية". وقال ناطق اميركي: "لأنه لا يوجد اتفاق خطي بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة، لن نتمسك بتعهدنا المتعلق بالصواريخ والذي تم في عهد الادارة السابقة". وتفادت واشنطن اعطاء تفاصيل عن سياستها الجديدة ازاء بيونغيانغ، مكتفية بالقول انها تنتظر تعاملاً ايجابياً من الاخيرة. ويأتي ذلك في وقت يستعد الرئيس جورج بوش للقاء الرئيس الكوري الجنوبي كيم داي جونغ في السابع من الشهر المقبل، لاعادة تقويم سياسة واشنطن ازاء كوريا الشمالية. وكانت ادارة كلينتون مارست انفتاحاً تجاه بيونغيانغ التي زارتها وزيرة الخارجية السابقة مادلين اولبرايت، لكن الرئيس الاميركي السابق لم يصل الى حد المصالحة الشاملة مع كوريا الشمالية.