بيروت - "الحياة" -أصيب خمسة عشر طالباً، على الأقل، وضابط وعنصران في قوى الأمن الداخلي ومسعفون بجروح، عندما اشتبك مئات من الطلاب مع عناصر امنيين شكلوا حاجزاً بشرياً للحؤول دون تقدمهم للاعتصام امام حرم السفارة الأميركية في عوكر، احتجاجاً على الغارات التي شنتها الطائرات الأميركية والبريطانية على جنوببغداد الأسبوع الماضي. وكانت المنظمات الطالبية والشبابية تداعت الى الاعتصام. ولباه طلاب جامعيون من "حزب الله" و"اتحاد الشباب الديموقراطي" و"حركة أمل" و"الحزب السوري القومي الاجتماعي" ومستقلون خصوصاً من الجامعتين اللبنانية والأميركية. وحمل الطلاب لافتات تندد بالقصف الأميركي للعراق، وبعضها تضمن شتائم للرئيس الأميركي جورج بوش تطالبه بترك العراق وشأنه، ورددوا هتافات بعضها يدعو الى طرد السفير الأميركي في لبنان ديفيد ساترفيلد. وكان عناصر قوى الأمن اغلقوا الطريق المؤدية الى حرم السفارة بتشكيل حاجز بشري وحملوا الدروع والهراوات، فأخذ الطلاب يهتفون "تِضرب يا عسكر لبنان يا حامي أميركا"، وهتف آخرون "خيبر خيبر يا يهود". وحصل تدافع مع عناصر الأمن بينما تمكن طلاب آخرون من سلوك طريق فرعية أوصلتهم الى الطريق المؤدية الى السفارة، متجاوزين بذلك القوى الأمنية، وراح الطلاب يرشقون قوى الأمن بالحجارة فردت بفتح خراطيم المياه واستخدام الهراوات... وكذلك الحجارة فيما استقدمت تعزيزات أمنية الى المكان من الجيش اللبناني. واستمر التصادم بين الطلاب وشرطة مكافحة الشغب نحو ساعة، ولم يتراجع الطلاب الا عندما هددت الشرطة باستخدام القنابل المسيلة للدموع. وأصدرت وزارة الداخلية بياناً جاء فيه: "الثانية بعد الظهر قامت مجموعة من الطلاب بالتظاهر في ساحة عوكر على مقربة من السفارة الأميركية، وعمد بعضهم الى رشق رجال قوى الأمن الداخلي بالحجارة في شكل كثيف ما أدى الى اصابة ضابط وعنصرين من قوى الأمن وثلاثة عناصر من الدفاع المدني بجروح وتضرر خمس سيارات لقوى الأمن وشاحنتين للدفاع المدني". وشدد وزير الداخلية الياس المر، في بيان أصدره، على قوى الأمن والدفاع المدني "ضبط النفس وتجنب الاصطدام بالمتظاهرين والاكتفاء برشهم بالمياه من سيارات الاطفاء لتفريقهم". وأضاف البيان: "الرابعة بعد الظهر، غادر المتظاهرون منطقة عوكر وعاد الوضع الى طبيعته". واذ أكد حرص الوزارة على الحريات وحق التعبير السلمي، حذر من "تكرار اعمال الشغب والتطاول على رجال قوى الأمن والمساس بالأمن والنظام".